تركيا تستدعي سفيرها بفيينا للتشاور وإعادة النظر في العلاقات مع النمسا

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 23.08.2016 00:00
آخر تحديث في 23.08.2016 09:16
تركيا تستدعي سفيرها بفيينا للتشاور وإعادة النظر في العلاقات مع النمسا

قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده استدعت سفيرها في فيينا إلى أنقرة للتشاور وإعادة النظر في العلاقات مع النمسا، على خلفية إطلاق عدد من المسؤولين النمساويين رفيعي المستوى، مجموعة من التصريحات المعادية لبلاده.

وأفاد جاويش أوغلو، الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المولدافي أندريه غالبور، بمقر الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة، أن أرضية استمرار العلاقات الثنائية والتعاون المشترك مع النمسا بشكل طبيعي "لم تعد موجودة"، مضيفا: "لذا استدعينا القائم بالأعمال النمساوي إلى الخارجية التركية، وأبلغناه ردة فعلنا، كما استدعينا سفيرنا في فيينا إلى أنقرة للتشاور وإعادة النظر في العلاقات مع النمسا".

وردًا على سؤال لأحد الصحفيين حول مظاهرة نظمها أنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية في فيينا مؤخرا، قال الوزير التركي إن النمسا التي تشهد مؤخرًا تزايدًا في نسبة الكراهية للأجانب، باتت حاليًا مركزًا للعنصرية ومناهضة الإسلام.

ولفت جاويش أوغلو، أن الخطوات التي تتخذها النمسا من أجل زيادة المناهضة لتركيا ضمن شعبها وبقية الشعوب الأوروبية، ومحاولتها عرقلة عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وانتهاجها مقاربات غير ودّية كأنما "تنم عن تهديدات ضمنية"، وقال: "عوضًا عن تقديمها الدعم لتركيا خلال المحاولة الانقلابية وبعدها، انتهجت النمسا نهجًا مغايرًا تمامًا".

وأضاف الوزير التركي أن هذا البلد (النمسا) لم يسمح للمواطنين الأتراك المقيمين فيه ولأبناء الجاليات التركية بتنظيم تظاهرة سلمية تعبيرًا عن دعمهم للديمقراطية التركية، ولم يكتف بذلك فحسب، بل عبر أيضًا عن انزعاجه بشكل واضح وصريح من تلك النشاطات.

وفي الإطار ذاته تابع جاويش أوغلو: "أبلغناهم عتبنا وقلنا لهم: تحاولون إعطاءنا دومًا دروسًا حول حق التجمع لكنكم في الوقت نفسه لا تسمحون بتنظيم ولو مسيرة سلمية واحدة، لكننا رأينا أنهم منحوا لأنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية تصريحًا لتنظيم مظاهرة في فيينا، إننا ندرك تمامًا أن هذا التصرف لا يعبّر عن حسن نيّة، لذلك لا يمكننا أن نبقى غير مبالين لهذه المواقف الداعمة للإرهاب".

ومضى قائلًا: "لا يمكننا أن نكون منافقين مثلهم، نحن نقف ضد جميع أنواع الإرهاب، أمّا هم فيقفون ضد بعض المنظمات الإرهابية، لكنهم يقدمون الدعم للمنظمات الإرهابية التي تهاجم تركيا، وعليه سنتخذ تدابير أخرى في علاقاتنا الثنائية، كما سنتخذ خطوات في هذا الصدد خلال الفترة المقبلة، سنتعامل معهم تمامًا كما يتعاملون معنا".

وخلال الأيام الماضية، منعت السلطات في النمسا الأتراك المقيمين على أراضيها ومواطنين نمساويين وآخرين من جاليات تركية، من تنظيم مظاهرة للتنديد بمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، والمحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها منتصف يوليو/تموز الماضي في تركيا، فيما سمحت بالوقت ذاته، بإقامة منصة ترويجية لأنصار منظمة "بي كا كا" الإرهابية وسط العاصمة فيينا، حيث ردّد أنصار المنظمة هتافات مناهضة للجمهورية التركية.

تزامن ذلك مع إطلاق عدد كبير من المسؤولين النمساويين رفيعي المستوى، مجموعة من التصريحات المعادية لتركيا، وكان على رأس أولئك المسؤولين المستشار النمساوي (رئيس الوزراء) كريستيان كيرن، المنتمي للحزب الاجتماعي الديمقراطي، ووزير خارجيته سيباستيان كورتس، المنتمي لحزب الشعب، وزعيم حزب الحرية النمساوي (متطرف يميني) هاينز كريستيان شتراخه، ومرشح حزبه للانتخابات الرئاسية نوربرت هوفر، وزعيمة حزب الخضر إيفا غلافيشنيك، والمتحدث باسم "الخضر" في مقاطعة فيينا يواكيم كوفاكس، والنائب عن الحزب في البرلمان بيتر بيلز، وغيرهم.

ويرى محللون أن هذه التصريحات المعادية لتركيا، تأتي في محاولة لاسترضاء الأصوات اليمينية المتزايدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها للمرة الثانية، في 2 أكتوبر/ تشرين أول المقبل.