عقب 5 أعوام من الآلام.. سكان جرابلس السورية يحتفلون بالعيد في ديارهم

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 14.09.2016 00:00
آخر تحديث في 14.09.2016 16:44
عقب 5 أعوام من الآلام.. سكان جرابلس السورية يحتفلون بالعيد في ديارهم

"توالت الأعوام ونحن مشتتون كل واحد منا في مدينة، بعضنا لجأ لدول مجاورة وبعضنا نزح إلى مناطق أخرى بالداخل"، بهذه الكلمات المؤلمة وصف "ياسر سلام" حال سكان مدينته جرابلس شمالي سوريا عقب مرور 5 أعوام مما وصفها بـ"الآلام والشتات لم يكونا في الحسبان".

جرابلس التي أخذ عدد سكانها في الانخفاض يوماً تلو الآخر لدرجة أنه وصل مؤخراً قبل تحريرها من قبضة "داعش" قبل أسابيع إلى 3 آلاف شخص فقط، بسبب ممارسات العنف والقصف المتواصل وعدم توفر الأمن، بدأت حديثا التقاط أنفاسها.

وخلال أسبوع واحد بعد تحريرها في إطار عملية "درع الفرات" التي تقودها القوات التركية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي ضد "داعش" لدعم الجيش السوري الحر، ارتفع عدد سكان جرابلس إلى 25 ألف مواطن، ما دفع الدولة التركية خلال الأيام القليلة الماضية إلى العمل على تلافي النواقص فيما يتعلق بالبنية التحتية لهم، فضلا عن إمدادهم بالكثير من الأطعمة والاحتياجات اللوجستية.

واليوم، ومع احتفال العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك، ارتسمت لأول مرة مظاهر البهجة والسرور على وجوه أطفال المدينة، وتبادلت الأسر الزيارات والتهاني وعُقدت موائد الطعام وجلسات الشاي والقهوة؛ احتفالا بعيد طال انتظاره منذ 5 سنوات.

"الأناضول" التقت عائلة "سلام" إحدى الأسر التي أجبر أفرادها على مغادرة جرابلس قبل سنتين ونصف السنة والنزوح إلى منطقة أخرى بالداخل السوري، حيث أوضح أنه لأول مرة بعد هروبه من ظلم تنظيم "داعش" الإرهابي يجلس في بيته في طمأنينة ويشعر بسعادة الحديث وتبادل تهاني العيد مع الأقارب والأحباب.

وأضاف ياسر سلام عميد الأسرة، "بمجرد سماعي تحرير الجيش السوري الحر لجرابلس هرعت مع أسرتي للعودة إلى بيتي، وعند وصولي شعرت بسعادة كبيرة من الصعب وصفها".

وتابع سلام "توالت الأعوام ونحن مشتتون كل واحد منا في مدينة معينة بعضنا لجأ لدول مجاورة وبعض آخر نزح إلى مناطق أخرى بالداخل، لكنني الآن أجلس مع أقاربي ونحتفل بالعيد، وأبنائي وأحفادي يلعبون ويمرحون حولي".

وشكر سلام تركيا حكومة وشعبا نظير الجهود التي قدموها لبلده وإصرارهم على الوقوف في صف الشعب السوري في وجه الظالمين، مشيرا أن طبيبا تركيا أهداه كبشاً كأضحية بمناسبة العيد، فذبحه ووزعه على أسرته وجيرانه.

من جانبها أوضحت زوجة ياسر "وحدة"، أنها تصلي منذ رجوعها إلى جرابلس صلاة شكر يوميا، قائلة "استجاب الله لدعائي فبعد أعوام من الفراق عدت لأرى أبنائي وأحفادي وموطني من جديد".

بدوره، أشار "فاروق البحري"، أحد ضيوف الأسرة الذين قدموا لمنزلها لتبادل تهاني العيد، أنه اضطر لمغادرة جرابلس واللجوء إلى تركيا قبل عامين، وقال "الحمد لله، من جديد تمكنا من رؤية أصدقائنا وأحبابنا، لن ننسى ما قدمه لنا الأتراك طوال حياتنا".

ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس/آب الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس(شمال سوريا)، تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، خاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء، ونجحت العملية خلال ساعات من تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها.