أردوغان: ينبغي فرض حظر الطيران بالمناطق المحررة من "داعش" شمالي سوريا

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 21.09.2016 00:00
آخر تحديث في 21.09.2016 09:24
أردوغان: ينبغي فرض حظر الطيران بالمناطق المحررة من داعش شمالي سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "يتعين علينا إبداء موقف حازم، والعمل سوية لإعلان المناطق التي قمنا بتأمينها (شمال سوريا) منطقة حظر للطيران".

وأضاف أردوغان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء: "بدأ سكان منطقة جرابلس بالعودة إلى بيوتهم بفضل عملية درع الفرات، وتحركنا فوراً لإعادة تشغيل شبكة الطاقة الكهربائية والبنية التحتية في المنطقة، وتقوم إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية (آفاد) والهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدني التركي، بتوفير احتياجات سكان المنطقة هناك".

وأردف أردوغان: "نخطط لإنشاء مناطق سكنية مجهزة بكافة الاحتياجات الاجتماعية، في هذه المنطقة (المناطق المحررة من قبضة داعش بشمال سوريا) للسكان العائدين من اللاجئين السوريين".

ونفى أردوغان أن تكون أي مطامع لبلاده في سوريا، قائلًا: "ليست لدينا مطامع في الأراضي السورية أبدًا، والمسألة كلها متعلقة بسوريا والسوريين، وينبغى أن لا يكون لأحد مطامع هناك"، مشيراً إلى أن عملية درع الفرات التي بدأت لدعم المعارضة السورية، "لها أهمية بالغة من أجل استقرار المناطق التي تفتقد لذلك".

ولفت أردوغان إلى أن "مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ الذين يأنون تحت وطأة الإرهاب والحروب في سوريا والعراق وفي الكثير من الدول يتعرضون للقتل"، منتقداً تعامل الاتحاد الأوروبي مع أزمة اللاجئين، وقال: "يواجه اللاجئون الفارون من الموت والظلم معاملة مهينة في المدن الأوروبية"، مؤكداً أن تركيا أنفقت 25 مليار دولار لصالح اللاجئين.

وأكد أردوغان أن التنظيمات الإرهابية "داعش" والنصرة، و"ب ي د" و "ي ب ك" جناحي منظمة "بي كا كا" في سوريا، تواصل أنشطتها في سوريا.

وقال: "لقد ظهر للعيان من خلال عملية درع الفرات أن منظمة "بي كا كا" و"ي ب د" الإرهابيين ليست أولويتهما محاربة تنظيم داعش، كما أعادت العملية الثقة بالنفس لعناصر المعارضة المعتدلة في سوريا، وهذا التطور شجع القوات المحلية في العراق التي تريد تحرير الموصل من إرهاب داعش".

وأضاف: "أقول للمجتمع الدولي وجميع أصدقائي الأوروبيين الذين ينظرون إلى اللاجئين السوريين كتهديد على حياتهم، إن البحث عن الاستقرار خلف الأسلاك الشائكة والجدران العالية، هو محاولة غير مجدية"، موضحاً أنه في حال لم يجد المجتمع الدولي الحل بسرعة لمشاكل السكن والعمل والتعليم للاجئين السوريين، فإن الهجرة غير الشرعية، والمخاطر الأمنية والمشاكل الاجتماعية لا يمكن تفاديها.

وشدد أردوغان أن عملية درع الفرات التي قامت بها تركيا أخرجت المنطقة الممتدة من مدينة إعزاز إلى جرابلس (بشمال سوريا) من حزام الإرهاب بالكامل ، وحولتها إلى حزام للسلام، مشيرا أن الهدف من العملية هو "تحقيق منطقة آمنة بشكل فعلي".

وفي ما يتعلق بالهدنة في سوريا، قال أردوغان: "للأسف لم يطبّق وقف إطلاق النار الذي بذلنا جهودًا حثيثة من أجله، وبالأمس تعرضت قافلة للأمم المتحدة لقصف من قبل النظام السوري، ما أسفر عن قتلى وجرحى".

ودعا أردوغان إلى "إصلاح منظمة الأمم المتحدة وتحقيق أوسع توافق ممكن من أجل إصلاح شامل يُعزز التمثيل في مجلس الأمن الدولي، بشكل أكثر عدلاً وديمقراطية وشفافية، ويزيد من فعاليته".

ورحب أردوغان بالخطوات المتخذة بقيادة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بخصوص تفعيل أكثر لتأسيس السلام وحمايته، مبيناً أنه "في حال لم يتم إصلاح مجلس الأمن، فإن تلك الجهود لن تصل إلى أهدافها المنشودة"، مضيفاً: "لذلك نُذكر في كل فرصة للرأي العام العالمي حقيقة أن العالم أكبر من 5 (في إشارة إلى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وهم، أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا).

وبخصوص منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، التي نفذت محاولة انقلابية فاشلة في تركيا منصف تموز/ يوليو الماضي، ونشاطاتها في العالم، أكد أردوغان أن "الاستراتيجية الأساسية لمنظمة غولن الإرهابية هو التغلغل في مؤسسات الدولة تحت ستار التعليم والحوار والتسامح ومنظمات مجتمع مدني، والتأثير على المجتمع والسيطرة على موارده الاقتصادية، ومن هنا أناشد جميع أصدقائنا، باتخاذ كافة التدابير الضرورية ضد المنظمة، من أجل أمنهم ومستقبل بلادهم".

وحذر أردوغان دول العالم من خطر منظمة غولن الإرهابية، قائلاً: "الجيل الجديد من المنظمات الإرهابية (في إشارة لمنظمة فتح الله غولن الإرهابية) لا يشكل تهديداً للأمن القومي لتركيا فحسب بل لـ 170 دولة تنشط فيها المنظمة أيضًا".

يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد اجتماعاتها في الفترة الممتدة من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون أول سنوياً، ودائماً ما يبدأ النقاش العام للدورة الجديدة في ثالث يوم ثلاثاء من سبتمبر/أيلول من كل عام.