الربيع والوديان الصافية وقطعان الجواميس.. ثلاثية الجمال في ولاية باليكسير التركية

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 04.05.2018 00:00
آخر تحديث في 04.05.2018 10:20
AA AA

قطعان الجاموس وهي تسبح متتابعة في مياه الوديان الصافية، محاطة بحشائش ونباتات متوسطة الطول، ترسم لوحة بديعة تجعل المرء يعتقد للوهلة الأولى بأنه في "السافانا" الإفريقية.

مشهد تتقاطع عنده ملامح الأرض الساحرة بصفاء المياه الحالمة، لتشكل فسيفساء نادرة تنقل الغابات الإفريقية إلى شمال غربي تركيا، وتكشف أن إحداثيات ذلك الجمال تتمركز في ولاية "باليكسير" شمال غربي البلاد، وليس في إفريقيا.

** "باليكسير" والجواميس والربيع.. ثالوث حياة:

مع حلول فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة، يبدأ سكان قرية "يعقوب كوي" التابعة لقضاء "آلطي أيلول" بولاية باليكسير، بإخراج قطعان جواميسهم إلى المراعي، والسهول الواسعة، والمناطق المائية.

وبينما تقضي قطعان الجاموس أشهر الشتاء في الحظائر، تخرج قطعان الجاموس مع قدوم الربيع واخضرار الأرض بالولاية إلى المراعي والأنهار حيث تسبح، إلى مشهد رائق معلّق بين السماء والأرض.

وفي هذه القرية، يوجد نحو 500 منزل، بينها 350 يشتغل أفرادها في تربية الجاموس، حيث تعتبر الجواميس ومشتقات حليبها مصدر دخل أساسي لسكان القرية.

يقول المواطن محمد دينجر (38 عاماً)، إنه يربّي الجواميس منذ 15 عاماً، ومنذ ثلاث سنوات يرعى القطعان.

وأضاف دينجر أن الجاموس حيوان يعشق حريته، ولا يمكنه أن يعيش في الحظائر فقط، مشيرا أنّ سكان القرية يربون قرابة 500 جاموسة، وأحياناً يصل العدد إلى 600.

وأردف: "كل صباح، وتحديدا في الساعة الثامنة، أخرج القطعان من المنازل، وأعود بها إلى الحظائر عند المساء، وأحياناً يختلف توقيت العودة بحسب فصول السنة".

وتابع أن الجاموس يحب الحياة الطبيعية، ولا يرغب بالبقاء في الغرف والحظائر، وفي حال هطول الأمطار أو الثلوج بشكل مكثف، تبقى الجواميس في حظائرها.

ولفت إلى أن هذه الحيوانات تحب المياه والطين، فهي تعبر النهر في المنطقة بشكل يومي خلال عودتها إلى المنزل، فتسبح في الوادي، ويكون منظرها جميلا جدا".

ووفق دينجر، فإنه رغم الطبيعة البرّية للجواميس، إلا أنها مطيعة لأصحابها، ولكنها لا تسمح في المقابل باقتراب الغرباء منها.

** إقبال مضاد للاندثار:

دينجر قال أيضا إنّ تربية الجواميس في المنطقة مهنة قديمة، لكنها صعبة، وقد باتت مربحة في الفترة الأخيرة.

وأوضح أن مهنة تربية الجواميس واجهت خطر الاندثار من القرية، إلا أن حليبها ولبنها وزبادها تباع بأسعار جيدة، وتحظى بإقبال كبير في الوقت الراهن، الأمر الذي حال دون اندثار مهنة تربية الجاموس في المنطقة.

وتعدّ ولاية باليكسير نحو 3 آلاف رأس من الجاموس، ويباع اللتر الواحد من حليبها بـ5 ليرات تركية (ما يعادل نحو 1.25 دولار).

أما زبادها فيعرض بـ9 ليرات (2.25 دولار)، وجبنتها بـ 35 ليرة (8.6 دولار)، والقشطة بـ60 ليرة (14.8 دولار).