ترامب هدد تركيا دون علم مسبق من وزير خارجيته مايك بومبيو

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 27.07.2018 00:00
آخر تحديث في 27.07.2018 10:14
ترامب هدد تركيا دون علم مسبق من وزير خارجيته مايك بومبيو

كشف مسؤول في الخارجية الأمريكية أن الوزير مايك بومبيو، لم يكن على علم مسبق بتصريحات رئيسه دونالد ترامب ونائبه مايك بنس، التي هدّدا فيها تركيا بفرض عقوبات واسعة إذا لم تطلق سراح القس الأمريكي "أندرو برانسون"، المتهم في قضايا تجسس وإرهاب.

وقال المسؤول، في تصريح لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية دون الكشف عن اسمه إن التصريحات جاءت على حين غرة بالنسبة إلى بومبيو، رغم مشاركته في "مفاوضات حساسة" مع تركيا بخصوص مسألة القس "أندرو برانسون".

في السياق، زعم موقع "بزفييد" الأمريكي، نقلًا عن مستشار أحد الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس، أن ترامب طلب إعفاء تركيا من العقوبات المتعلقة بشرائها منظومة صواريخ "إس-400" الدفاعية من روسيا، إلا أنه أدلى بالتصريحات الأخيرة ليبدو قاسيًا أمام الكونغرس.

وأمس الخميس، قال ترامب، في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض عقوبات واسعة ضد تركيا "بسبب الاحتجاز الطويل لمسيحي عظيم ووالد عائلة، والإنسان الرائع القس أندرو برانسون (...) ينبغي إطلاق سراح هذا الرجل المؤمن فورا".

ولا يعتبر تهديد ترامب الأول من نوعه؛ حيث سبق أن وجّه نائبه مايك بنس، التهديد نفسه ضد تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على هامش مشاركته في برنامج بوزارة الخارجية الأمريكية.

وقال بنس في كلمته: "إذا لم تطلق تركيا سراح القس أندرو برانسون على وجه السرعة، وترسله إلى منزله، فإن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات هامة ضد تركيا حتى يتم إطلاق سراح هذا الرجل البريء"، على حد زعمه.

والأربعاء، رفضت محكمة إزمير الجزائية الثانية طلب محامي القس برانسون بالإفراج عنه. وقررت المحكمة تمديد حبس "برونسون"، على ذمة القضية عقب الاستماع إلى الشهود.

وجاء الحكم خلال جلسة انعقدت بحضور المتهم ومحاميه وزوجته والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى أنقرة، فيليب كوسنيت، وأعضاء في لجنة الحريات الدينية الأمريكية، وعددا من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية.

وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، تم حبس برونسون بتهم عدة تضمنت "ارتكاب جرائم باسم منظمتي غولن وبي كا كا الإرهابيتين تحت مظلة رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما".

وذكرت لائحة الاتهام ضد برونسون أن الأخير "كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديين من غولن والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرض على الانفصال، وتتضمن ثناءً على منظمتي بي كا كا وغولن في كنيسة (ديريلش) بإزمير".

كما وجهت اللائحة لبرونسون تهمة "إجراء دراسات ممنهجة في المناطق التي يقطنها الأكراد خصوصًا، وتأسيس كنيسة المسيح الكردية التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير".

ولفتت اللائحة إلى "العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص برونسون تظهر حضور القس اجتماعات لمنظمة غولن وأخرى فيها رايات ترمز للمنظمة الانفصالية بي كا كا".

وأكدت اللائحة "توجه برونسون مرارا إلى مدينة عين العرب شمالي سوريا، التي ينشط فيها تنظيم ي ب ك/بي كا كا الإرهابي، وقضاء سروج المحاذي لتلك المدينة وذلك في إطار الإستراتيجية العامة لـبي كا كا".

كما احتوت اللائحة على رسالة بعثها برونسون إلى أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين يعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في تركيا، منتصف يوليو/تموز 2016، ورسالة كانت على هاتفه تقول: "كنا ننتظر وقوع أحداث تهز الأتراك، وتشكلت الظروف المطلوبة لعودة عيسى، ومحاولة الانقلاب صدمة، والكثير من الأتراك وثقوا بالعسكر كما السابق، وأعتقد أن الوضع سيزداد سوءا، وفي النهاية نحن سنكسب".

وشددت اللائحة على أن "أنشطة برونسون التي يقوم بها تحت غطاء رجل دين لا تتوافق مع صفته راهبا".