مشروع رائد لتوثيق الثروات الثقافية والطبيعية لمنطقة البحر الأسود الشرقية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 15.03.2019 16:37
مشروع رائد لتوثيق الثروات الثقافية والطبيعية لمنطقة البحر الأسود الشرقية

تمتد منطقة البحر الأسود من مرمرة إلى الحدود الشمالية الشرقية لتركيا، وهي جوهرة ثقافية خفية تنتظر اكتشافها منذ قرون. تشتهر المنطقة بأراضيها الخضراء المرتفعة وتقاليدها ومأكولاتها الفريدة من نوعها، إنها حقاً ثروة ثقافية حية.

كجزء من "مشروع جرد ثقافة البحر الأسود"، قامت الإدارة العامة للتطوير الإقليمي لمشروع شرق البحر الأسود "دوكاب" DOKAP، بالتحقيق في ثماني مناطق في شرق البحر الأسود شبراً شبرا، لمدة عامين لتسجيل وتوثيق كنوزها الثقافية.

المشروع، الذي شمل ولايات "أرتفين"، و" بايبورت"، و"غيريسون"، و"غوموش خانة"، و"أوردو"، و"ريزة"، و"صامسون" و"طرابزون"، سجل 5.697 من الأصول الثقافية و741 من الأصول الطبيعية. صنف الجرد الإحصائي الموجودات تحت عناوين الأصول الطبيعية والثقافة الشعبية والمتاحف، وقد ضمت نتائجه أكثر من 300.000 صورة وتسجيلات فيديو طولها 4 آلاف دقيقة و300 فيديو 360 درجة.

وقد برزت البنية متعددة الثقافات لمنطقة البحر الأسود بفضل هذا الجرد. حيث قام الخبراء والأكاديميون من جامعات المنطقة بتوثيق تقاليد السكان المحليين في العلاقات الاجتماعية والأديان، والمعاملات الاقتصادية والفنون والحرف اليدوية والمطبخ. وبصرف النظر عن الأصول الثقافية، تم تسجيل المناطق والبحيرات والأنهار والهضاب والكهوف أيضاً من قبل الخبراء.

ومع ذلك، فإن وضع كل نتائج هذا الجرد معا لا يعد كافيا. فلكي يكون الجرد متاحًا للجميع وكذلك للمكاتب الحكومية، تم تطوير برامج رقمية جديدة. إذ يقوم نظام إدارة الجرد والتكامل والدمج والنشر على الإنترنت "أونيه ياس" بنقل مستخدميه بشكل تفاعلي إلى المناطق المجهولة في منطقة البحر الأسود بنقرة واحدة على رابط الموقع karadeniz.gov.tr.

رئيس "دوكاب" "يوسف منجي" قال إن الجرد أكثر من مجرد جمع بيانات ومشروع بحثي. وأضاف: "هدفنا هو تقديم البيانات العلمية لتمكين المسؤولين من اتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين إمكانات السياحة في البحر الأسود".

ويؤكد عالم الآثار "بينار إرسيمز"، الذي شارك بنشاط في المشروع، أن الهدف الرئيسي لمشروع جرد ثقافة البحر الأسود هو توفير البيانات اللازمة للتنمية الثقافية والسياحية في المنطقة.

واختتم "إرسيمز" قائلاً: "تعد منطقة البحر الأسود الشرقية وجهة مثالية للأفراد والمجموعات السياحية. ومع وجود قائمة جرد، سيكون السياح قادرين على السفر عبر المنطقة بشكل أكثر إطلاعًا. وسيكون لديهم فرصة للتفاعل مع الثقافة المحلية الفريدة".