نتائج مبهرة للحملة التاريخية لترشيد استخدام أكياس البلاستيك في تركيا

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 20.03.2019 00:00
آخر تحديث في 20.03.2019 14:52
نتائج مبهرة للحملة التاريخية لترشيد استخدام أكياس البلاستيك في تركيا

أعلنت السلطات التركية المختصة أن التعليمات التي فرضت رسوماً على الأكياس البلاستيكية في المتاجر ساعدت في تقليل استخدامها بنسبة 80 في المائة مؤكدة أن القوانين الجديدة المتعلقة باستخدام الأكياس البلاستيكية أحدثت تأثيراً ملموساً في تركيا منذ تطبيقها منذ ثلاثة أشهر.

فقد سنّت الحكومة لوائح أمرت العملاء بدفع ما لا يقل عن 0.25 ليرة تركية بدل الحصول على كيس بلاستيكي أثناء التسوق، وذلك للحد من الاستخدام المفرط لتلك الحقائب في مكافحة التلوث البلاستيكي في البلاد.

وفي السياق قال وزير البيئة والتطور العمراني، "مراد قوروم"، لوكالة الأناضول في مقابلة حصرية أمس، إن استخدام الأكياس البلاستيكية في محلات السوبر ماركت انخفض إلى حوالي 80 في المئة. وقال كوروم "استهلكت مراكز التسوق 294 مليون كيس في يناير الماضي وقد انخفض هذا العدد إلى 82 مليون كيس في يناير 2019. وبالمثل، انخفض عدد الأكياس البلاستيكية الموزعة في فبراير إلى 150 مليون من 605 مليون كيس في نفس الشهر من عام 2018".

يبلغ استخدام الأكياس البلاستيكية للشخص الواحد في السنة 440 كيساً في تركيا، ويتم استخدام حوالي 30 إلى 35 مليار كيس بلاستيكي في البلاد سنويًا. ويستهلك ما يقدر بنحو 5 تريليونات من الأكياس البلاستيكية في جميع أنحاء العالم كل عام، وهي تساهم بشكل أساسي في التلوث البحري حيث يتم إلقاء حوالي 8 ملايين طن من البلاستيك بما في ذلك الأكياس، في المحيطات كل عام، مما يؤدي إلى القضاء على الحياة البحرية ودخول البلاستيك في سلسلة الغذاء البشري، وفقا لتقرير للأمم المتحدة حول هذه القضية.

وقال الوزير إن الأكياس البلاستيكية تستغرق حوالي 800 عام لتذوب تمامًا وتصل إلى درجة لا تشكل فيها أي تهديد للبيئة، كما أنها تلحق أضراراً جسيمة بالطبيعة والحياة البحرية، مشيراً إلى اكتشاف 40 كيلوجراماً من البلاستيك داخل جثة حوت صغير وجد على الشاطئ في الفلبين مؤخرا. وخلص الخبراء الذين أجروا تشريحاً لجثة الحوت، إلى أن الحيوان توفي بسبب الجوع لأنه لم يكن قادرًا على تناول الطعام بسبب القمامة التي ملأت معدته. وقال الوزير إن اللوائح الجديدة وَجدت دعما على مستوى البلاد، وأنه سيتم توسيع نطاقها لتشمل مواد أخرى. وقال "سنطلق لوائح تعليمات إعادة تدوير زجاجات حفظ السوائل في عام 2021 وسيكون المستهلك قادراً على استبدال الزجاجات المهملة بمنتجات مثل الشوكولاته وتذاكر الحافلة أو أرصدة الهاتف".

على الرغم من انخفاض سعر الأكياس البلاستيكية، فقد دفعت اللوائح التنظيمية المستهلكون إلى البحث عن وسائل أخرى لنقل المواد الاستهلاكية التي يقومون بشرائها، حيث قامت بعض البلديات بتوزيع أكياس قماشية مجانية للمتسوقين. وكشفت دراسة استقصائية حديثة أجراها عملاق التجارة الإلكترونية التركية "هيبسي بورادا" أن الطلب على أكياس التسوق الشبكية، ارتفع بنسبة 154 في المئة.

إنّ القيود المفروضة على الأكياس البلاستيكية هي جزء من مشروع "صفر نفايات" الذي بدأته السيدة الأولى "أمينة إردوغان" قبل عامين. وقد شاركت فيه حوالي 14000 مؤسسة عامة، من المجمع الرئاسي إلى الوزارات وفروعها الذي يغطي إعادة تدوير النفايات، وفرز النفايات في مصدرها، وإعادة تدوير النفايات الغذائية لتحويلها إلى سماد. ساعدت الحملة تركيا على إعادة اكتشاف قدرتها على أن تكون دولة صديقة للبيئة، على الرغم من نهضة التصنيع الثقيل التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة. وقد شهدت حملة إعادة التدوير التي تلت ذلك، إنشاء مناطق لجمع النفايات في أماكن أكثر من السابق، من مراكز التسوق إلى الشركات والمدارس والفنادق والمطارات، إلخ.

كذلك وفرت الحملة أكثر من 30 مليون شجرة بين عامي 2017 و 2018، مع إعادة تدوير أكثر من 1.7 مليون طن من نفايات الورق والكرتون. وفي الوقت نفسه، يزداد عدد المدن التي تقوم بتحديث نظم إدارة النفايات الخاصة بها. وتمكنت تركيا أيضاً من إعادة تدوير أكثر من نصف الزجاجات البلاستيكية المطروحة في السوق خلال عام واحد. ووفقاً لآخر البيانات المتاحة منذ عام 2017، تم إعادة تدوير حوالي 140.000 طن من أصل 236.000 طن من الزجاجات البلاستيكية التي تم بيعها في عام 2017. بموجب مشروع قانون جديد، سيُطلب من كل مؤسسة خاصة أو عامة الحصول على شهادة "صفر نفايات" تقيّم مدى توافقها مع السياسات البيئية الجديدة. كما يُلزم مشروع القانون البلديات بإنشاء مرافق لجمع النفايات المفصولة في مصدرها.

بالنسبة للمدن الكبيرة، سيتم وضع وحدات التخلص من القمامة لتجميع المواد القابلة لإعادة التدوير في كل 400 متر، وسيتم وضع الوحدات المتنقلة في الأحياء لجمع النفايات القابلة لإعادة التدوير. وسيُطلب من البلديات أيضًا إطلاع المواطنين على كيفية فصل النفايات القابلة لإعادة التدوير، ومكان تفريغها.

كما تسعى تركيا أيضًا إلى نشر معدات صنع السماد، لتحويل نفايات الطعام إلى سماد من أجل الاستخدام المنزلي.