شركات ناشئة تركية تشارك في مسابقة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 22.05.2019 17:06
شركات ناشئة تركية تشارك في مسابقة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية

أسست الشركات الناشئة التركية في مجال التكنولوجيا الحيوية اسماً لها في العالم وقريباً ستتنافس في مسابقة في الولايات المتحدة لكسب التقدير والتمويل.

أحد أكبر أهداف التكنولوجيا المتقدمة هو حل المشكلات الصحية للإنسان وإطالة عمره. لهذا السبب، لا تهدف الشركات ذات العلامات التجارية فحسب، بل الآلاف من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية من جميع أنحاء العالم، إلى المساهمة في خدمة الإنسانية من خلال السعي لهذا الهدف في مختلف المجالات. وكذلك تشارك تركيا في المنافسة في مجال التكنولوجيا الحيوية، التي شهدت ارتفاعاً في السنوات الأخيرة. إن عدد الشركات الناشئة المحلية التي تقدم حلولاً مبتكرة للمشاكل الصحية، والبدء في مشاريع يمكن أن تنقذ حياة الإنسان باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، كثيرة للغاية ولا يمكن الاستهانة بها.

وأفضل مؤشر على ذلك هو مشاركة 65 شركة للتكنولوجيا الحيوية، في برنامج "الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية"، وهو برنامج تنفيذي لبرنامج التكنولوجيا الحيوية، عقد الشهر الماضي.

اجتازت خمس شركات من أصل 11 شركة في اليوم التجريبي للبرنامج، مرحلة ما قبل الاختيار وحصلت، كجائزة لها، على الحق في حضور معسكر ريادة الأعمال البيولوجية، الذي سيعقد في فيلادلفيا في الفترة ما بين 1-6 يونيو، والمؤتمر البيولوجي، أكبر حدث في العالم للتكنولوجيا الحيوية.

مختبرات "بيرا لابس" PeraLabs:

باستخدام الذكاء الاصطناعي، تقوم مختبرات "بيرالابس"، باختيار خلايا الحيوانات المنوية السليمة دون إتلافها، ثم تجري عليها تحليل جودة الحمض النووي مع خوارزميات معالجة الصور ونماذج التعلم العميق. وتستغرق العملية، التي كان من الممكن أن تستمر لمدة 10 أيام، حوالي ساعة ونصف.

يقول "براق أوزكوسيم"، مؤسس مختبرات "بيرالابس"، إن نظام تحليل الحيوانات المنوية القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي طوروه، هو الأول في تركيا. وأوضح "أوزكوسيم" بماذا يختلف النظام المحلي عن النظام الشائع في العالم من خلال التأكيد: "هناك تطبيقات منتشرة في العالم تركز على الهواتف الذكية في إجراء اختبارات الحيوانات المنوية في المنزل. إنها تستخدم فقط لإعداد تقرير عن الجودة الإجمالية للحيوانات المنوية للفرد، وليس عن اختيار الحيوانات المنوية".

لقد زادت دقة تحليل الحيوانات المنوية، التي تمثل 55 في المائة في الطريقة اليدوية، إلى 95 في المائة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتستغرق أقل من ساعتين بقليل، مقارنةً بعشرة أيام.

يؤمن "أوزكوسيم" بأن الوصول إلى النتيجة في وقت أقصر سيؤثر بشكل كبير على مردود عمليات الإخصاب خارج الرحم. وقال: "في عمليات الإخصاب خارج الرحم، تأتي تركيا في المرتبة السادسة في أوروبا والتاسعة في العالم. تركيا هي الرائدة في الشرق الأوسط مع ما يقرب من 200 مركز لعمليات الإخصاب خارج الرحم. من المتوقع أن يصل مردود هذه العمليات إلى 25 مليار دولار عام 2025 بمعدل نمو سنوي 10.5 في المئة".

شركة "فاكوستيم" Vagustim:

"فاكوستيم" هو جهاز رقمي طبي يستخدم في علاج الصداع النصفي. وفقا لمؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، حوالي 70 في المئة من نوبات الصداع النصفي سببها الإجهاد. يحفز "فاكوستيم" العصب المبهم في الأذن كهربائياً، بطريقة لا تتطلب الجراحة. ويزيد من أنشطة الجهاز العصبي السمبتاوي المكبوتة. وبالتالي، فإنه ينظم الجهاز العصبي اللاإرادي ويمنع تشكيل نوبات الصداع النصفي.

تطورت الدراسات التي أجراها الدكتور "علي ويصل أوزدان" حول هذا الموضوع والتي بدأها خلال تدريبه التخصصي في مستشفى "جابا" عام 2013، إلى مشروع لإنشاء شركة ناشئة مع "علي جان إرك" و"سعيد بوجاق".

في إشارة إلى أن الصداع النصفي هو ثالث أكثر الأمراض شيوعاً في العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، أكد "علي جان إرك"، أحد مؤسسي شركة إنتاج "فاكوستيم" على حجم السوق: "في دراسة أجريت في الولايات المتحدة، أكثر من 50 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي غير راضين عن العلاج. الحجم الكلي للسوق الذي نستهدفه هو 4 مليارات دولار في السنة".

شركة "فاكسي زون" VacciZone :

الهدف من طريقة العلاج المناعي، هو جعل الجهاز المناعي يشعر بالقلق من خلال إدخال خلايا سرطانية عليه، ومن ناحية أخرى، كسر الإشارة التي تعمل لصالح السرطان بين الأنسجة السرطانية والجهاز المناعي، وكذلك برمجة الخلايا المناعية لتدمير الأنسجة السرطانية.

طورت شركة "فاكسي زون"، طريقة جديدة من شأنها إدخال الخلايا السرطانية على نظام المناعة لدى الإنسان، بشكل أفضل وتوفير إنذار أقوى.

يعرّف المدير العام للشركة "إبراهيم غوكجة يايلا" هذا النظام بقوله: "إنه يجعل الجهاز المناعي يتعرف على السرطان بشكل أفضل، عن طريق توليد جسيم ينتج عن خلايا الجهاز المناعي بشكل طبيعي في المختبر، وإعطاء هذا الجسيم للمرضى بعد تحميل السرطان. في التجارب التي أجريناها فقط من خلال إدخال خلايا السرطان في الجهاز المناعي بشكل أفضل دون استخدام أي أدوية أخرى للعلاج المناعي، تمكنا من علاج 70 في المئة من الفئران المطبق عليها التجربة، وإبطاء نمو السرطان في الـ 30 في المئة المتبقية".

شركة "تارابيوس" Tarabios:

بدأت قصة "تارابيوس"، التي طورت منصة لقياس زمن تخثر الدم، بناء على طلب الأطباء لقياس تخثر الدم بجهاز محمول، تمشيا مع الأجهزة المخبرية، وذلك قبل خمس سنوات.

يمكن إجراء قياس زمن تخثر الدم باستخدام جهاز شركة "تارابيوس" المحمول وخراطيش تستخدم مرة واحدة، بطريقة تماثل تماماً معايير المختبر.

أوضح الدكتور "هاكان أوني"، المتحدث باسم "تارابيوس"، كيف يوفر هذا النظام الذي يقيس عملية تخثر الدم الراحة: "سيتمكن المرضى من اختبار أنفسهم بأنفسهم، أينما يريدون وفي وقت قصير. وفقاً للنتائج، يمكن للأطباء إعادة ترتيب جرعة الأدوية في الوقت المناسب، وتقليل أو منع خطر مشاكل مختلفة مثل الشلل والنوبات القلبية وانسداد الأوعية الدموية".

يتكون هذا النظام من خراطيش المستشعر الحيوي ذات الاستخدام الواحد، ووحدة القارئ الإلكترونية القائمة على تقنية الألياف البصرية.

شركة "ايلا تكنولوجي" Elaa:

طورت شركة "إيلا تكنولوجي"، خوارزمية لنظام تصوير الرئة ثلاثي الأبعاد للتشخيص المبكر لسرطان الرئة. يصف الدكتور "تونج لادن"، المؤسس المشارك لشركة "إيلا تكنولوجي"، هذه الطريقة الجديدة التي تم تطويرها لتصوير الرئة بقوله: "هناك اليوم طريقتان لإجراء الخزعة على الآفات المكتشفة في الرئة. الطريقة الأولى، هي الوخز بالإبر على القفص الصدري تحت التصوير المقطعي، في حين أن الثانية هي الوخز بالإبر بواسطة المنظار. ومع ذلك، لا يوجد تشخيص قطعي للمرض لأن الطريقتين لا تزالان غير ناجحتين. ولذلك اعتمدت طريقة متابعة المرضى بالأشعة المقطعية كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، أو يتم إجراء الجراحة. بفضل نظام شركة إيلا تكنولوجي ثلاثي الأبعاد الجديد، يتم تحديد الآفة على الرئتين أينما كانت، ويتم إجراء خزعة عليها في الوقت ذاته. وبالتالي، إذا كان المرض سرطان الرئة، فسيتم توفير التشخيص المبكر، وإذا كان المرض غير سرطاني، فسيتم بدء العلاج المناسب مبكراً".

هناك تقنيتان مختلفتان مماثلتان لهذه التقنية الجديدة، في العالم، إلا أنهما لا يتم استخدامها في تركيا نظرا لتكلفتهما الباهظة. وقال الدكتور "لادن": "هذه التقنيات ليست منتشرة على نطاق واسع بسبب تعقيدها وارتفاع أسعارها".