خريج مدرسة معارف التركية في باكستان يعلّم اللغة التركية في قريته

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 11.10.2021 19:09
الطالب محمد عمر أوراكزاي يدرس التركية في حديقة بيته الأناضول الطالب "محمد عمر أوراكزاي" يدرس التركية في حديقة بيته (الأناضول)

تخرج "محمد عمر أوراكزاي" الشغوف باللغة التركية من مدرسة تديرها مؤسسة معارف التركية في "بيشاور" الباكستانية قبل عامين. ووجد الشاب البالغ من العمر 21 عاماً والذي انتسب إلى كلية الطب، مكاناً جديداً لممارسة شغفه من خلال تعليم اللغة التركية للأطفال في قريته بعد تخرجه من المدرسة الثانوية التركية. وهو يقوم بتدريس اللغة التركية بمستويات مختلفة، لـ 15 طالباً في قريته. ويجتمع الطلاب في بعض الأحيان في منزل "أوراكزاي" الذي حول إحدى غرفه لفصل دراسي وأحياناً يجتمعون في فناء المسجد المحلي كي يتلقوا الدروس.

وبدأ طلاب آخرون ممن تخرجوا من المدارس التركية في البلاد بممارسة أعمال مشابهة بعد أن انشغل "أوراكزاي" عن دروس اللغة التركية قليلاً بسبب التركيز على دراسته الجامعية، بالرغم من أنه لم يتخل عن التدريس تماماً. كما يتفاخر بأن أحد طلابه تم قبوله في المدرسة التركية ذاتها. ويقوم حالياً طالب باكستاني آخر بكسب رزقه من خلال ترجمة برامج التلفزيون التركية مثل مسلسل "قيامة أرطغرل" للغة الأردية.

وفي حديثه لوكالة أنباء الأناضول قال "أوراكزاي" إنه قرر تعليم اللغة التركية للطلاب في قريته أثناء إغلاق كورونا: "لقد كانوا بالفعل على دراية بالتركية قليلاً بسبب المسلسل التلفزيوني التركي الذي شاهدوه. في الواقع، جعلتهم هذه العروض أكثر حماساً لتعلم اللغة التركية. وتمكن البعض من تعلم المحادثة بالتركية في غضون شهرين فقط. أنا سعيد برؤية نجاحهم". وأشار إلى أنه لم يزر تركيا قط ويأمل أن يسافر إلى هناك يوماً ما. ومن بين طلابه شقيقه "محمد الزبير" الذي قال إنه يخطط لشراء موقع الكتروني قريباً وإعطاء دروس مجانية للجمهور الباكستاني عبر الإنترنت.

من جانبه أعرب والده "محمد صادق" عن سروره بما حققه ابنه في قرية لا يملك الناس فيها سوى القليل من الوسائل للوصول إلى التعليم العالي. وأضاف: "حتى تعلم الإنكليزية إنجاز رائع هنا. لكن ابني تعلم اللغة التركية وعلمها للآخرين. آمل أن يتمكن كل طفل في القرية من التحدث باللغة التركية". وأكد أن الأطفال الذين يتعلمون اللغة التركية من شأنهم أن يساهموا في العلاقات الودية بين تركيا وباكستان.