فيلم يحكي قصة إنسانية حقيقية لإنقاذ رقيب تركي طفلة كورية أثناء الحرب الكورية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 29.08.2017 00:00
آخر تحديث في 18.01.2019 15:07
لقطة من الفيلم الذي حاز على لقب أفضل فيلم باللغة الأجنبية في الأوسكار. لقطة من الفيلم الذي حاز على لقب أفضل فيلم باللغة الأجنبية في الأوسكار.

حصل فيلم "آيلا" التركي على لقب أفضل فيلم باللغة الأجنبية في الأوسكار.

الفيلم الذي يحكي قصة إنسانية حقيقية جرت أحداثها أثناء الحرب الكورية حيث التقى الرقيب سليمان دلبيرليغي، الذي شارك في الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي، مع طفلة كورية قُتل والداها في الحرب، واسمها آيلا.

الأبطال الحقيقيون للقصة ما زالوا في قيد الحياة، وتظهر قصتهم كيف يمكن للحب التقريب بين الناس بالرغم من عائق اللغة والدين والعرق، وكيف أن الإنسانية أقوى من الحرب.

عندما عثر الرقيب سليمان على الفتاة في الغابة كان عمرها 5 سنوات، أحضرها معه إلى الحامية التركية واعتنى بها لمدة 14 شهراً. ثم بحث عنها بعد 60 عاماً، فوجدها والتقيا من جديد.

عندما وصلت أوائل القوات التركية إلى كوريا عام 1950، كانت الحرب الكورية على وشك الانتهاء، مما جعل الرقيب سليمان يأمل عودة سريعة إلى بلاده.

لكن حدث في ليلة 26 تشرين الأول أن عبر 350.000 جندي صيني الحدود، فاشتركت فرقة الرقيب سليمان في المعارك، ثم انسحبت القوات الأمريكية تبعتها التركية، في منطقة كونوري.

وقد عبرت القوات في انسحابها بقرى وفي إحدى الغابات، عثر الرقيب التركي على فتاة شبه عارية تكاد تتجمد من البرد بعد أن قتل أبواها في الحرب. فأخذها الرقيب وعمرها لا يتجاوز الخمس سنوات، وقدم لها الطعام والملبس والدفء. ثم أطلق عليها اسم "آيلا" أي القمر باللغة التركية لأن وجهها كان يلمع كوجه القمر.

سرعان ما أصبحت آيلا الشغل الشاغل للمعسكر التركي وظل سليمان يعتني بها مدة 14 شهراً وعلمها التركية. ولكن، عندما حان الوقت لفرقة سليمان أن تعود إلى تركيا، كان عليه أن يترك الفتاة بعهدة أناس آخرين. وقد ترك سليمان في كوريا قطعة من قبله ولن ينساها أبداً.

وبمناسبة الاحتفال بمرور 60 سنة على الحرب الكورية، ذهب الرقيب سليمان إلى استقبال نظمته القنصلية الكورية في إسطنبول. وهناك، أخرج صورة آيلا من جيبه وحكى قصته لمن حوله. كان متشوقاً لمعرفة إن كانت لا تزال حية. وبالفعل، قامت السلطات الكورية بالبحث وتبين لهم أنها، واسمها الكوري كيم أون كو، قد أُرسلت إلى مدرسة أنقرة حيث تم إرسال كافة الأطفال الذين أنقذتهم القوات التركية. وقد تزوجت ثم توفي زوجها وهي تعمل الآن في مصبغة وعمرها 65 عاماً ولديها ولد وحفيدتان.

وقد اجتمع الرقيب سليمان مع آيلا سنة 2010 برعاية من الحكومة الكورية، وكان لقاء حميمياً بكى فيه الجميع.

فقد اجتمعت آيلا بالرجل الذي أنقذها صغيرة منذ 60 عاماً. وكان يقول لها "لا تخشي شيئاً. أنا هنا".

سنة 2015، وبرعاية من بلدية كاغت خانة في إسطنبول، تم تصوير فيلم وثائقي عن اجتماع سليمان وآيلا بعنوان "آيلا الكورية: أسطورة إنسانية لا تنسى".

وقد بعثت آيلا برسالة مصورة لمنتج الوثائقي قالت فيها: "لولاكم لما كان هناك كوريا جنوبية. لقد قاتلتم لأجلنا. وأنا سعيدة أنكم رجعتم إلى بلادكم سالمين. وأتمنى لكم الصحة والسلام".