ضغوط غربية على المعارضة لتجميد مطلب تنحي الأسد وضم ب ي د الإرهابي

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 07.12.2017 00:00
آخر تحديث في 07.12.2017 20:23
ضغوط غربية على المعارضة لتجميد مطلب تنحي الأسد وضم ب ي د الإرهابي

يزدحم مقر إقامة المعارضة السورية في جنيف بحركة مبعوثين ودبلوماسيين غربيين يضغطون على المعارضة للقبول بـ"تجميد" مطلبها بتنحي رئيس النظام السوري بشار الأسد بهدف إعطاء دفع للمفاوضات مع الوفد الحكومي حول التسوية.

وإذا كانت المعارضة لا تزال منقسمة ازاء قبول أو رفض هذا الطلب، لكن الواضح أن هامش المناورة لديها بات ضيقاً بعد التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في سوريا التي عززت الى حد بعيد موقع النظام.

ويقول عضو في وفد المعارضة المفاوض رافضاً الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "يكرر معظم الدبلوماسيين الذين زارونا الدعوة ذاتها "عليكم التحلي بالواقعية اذا كنتم تريدون تسوية النزاع".

ويضيف "يريدون منا تجميد مطلب تنحي الأسد، وليس التخلي عنه تماماً".

وكانت المعارضة تعرضت لضغوط مكثفة للمجيء الى جنيف بوفد موحد، الأمر الذي نجحت بتحقيقه بعد اجتماع عقدته في الرياض قبل أسبوعين.

والتقى الوفد المفاوض المعارض منذ وصوله عددا من الدبلوماسيين، آخرهم الأربعاء المستشارة الأميركية للملف السوري ستيفاني ويليامز، والأسبوع الماضي نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد، ومبعوثين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والصين، وغيرهم...

ويقول الوسطاء الغربيون للمعارضة، بحسب عضو وفدها، إن فكرة "تجميد" تنحي الأسد هي من باب "إحراج وفد النظام" ودفعه للقبول بمفاوضات مباشرة معها.

وجدد الوفد المعارض الموحد تمسكه لدى وصوله الى جنيف في بداية الجولة الثامنة برحيل الأسد عن السلطة مع بداية المرحلة الانتقالية، ما أثار غضب النظام الذي يعتبر الموضوع غير قابل للنقاش.

وبدأت جولة المحادثات الراهنة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر ثم علقت لثلاثة أيام، قبل أن تستأنف الأمم المتحدة لقاءاتها الثلاثاء مع وفد المعارضة، فيما أعلن النظام أن وفده سيعود الأحد الى جنيف.

وهناك ردود فعل متباينة داخل المعارضة إزاء الضغوط.

ويشرح مصدر في وفدها في جنيف لفرانس برس "ثمة تيار رمادي يتسع داخل الوفد يضغط للمضي بهذا الخيار، لكن ممثلي الفصائل العسكرية وبعض السياسيين يواجهونه برفض مطلق".

- "موقفنا ثابت" -

ويشدد عضو هيئة التفاوض والقيادي في جيش الاسلام محمد علوش، أبرز فصائل الغوطة الشرقية قرب دمشق، على أن "موقفنا ثابت برحيل الأسد منذ بدء المرحلة الانتقالية".

ويضيف لفرانس برس "إذا كان لدى أي جهة هذا التراجع، فهي تمثل نفسها فقط"، منتقداً بشدة المجتمع الدولي الذي "يحابي المجرم ويحاول تجاوز جرائمه".

وجزم دي ميستورا أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" خلال محادثاته مع الوفدين الأسبوع الماضي. وأعلن أن جدول الاعمال يتناول مبادئ عامة وبشكل خاص موضوعي الدستور والانتخابات.

ويبدو تخلي المعارضة عما كانت تعتبره من "ثوابتها" خياراً صعباً.

وتقول الباحثة في معهد الشرق الأوسط رندة سليم لفرانس برس "لا أعتقد أن الوفد الموجود راهناً في جنيف قادر على فعل ذلك وبأن يحتفظ في الوقت ذاته بقدر من الصدقية في عيون الملايين من السوريين الذين خسروا الكثير في مواجهة نظام الأسد".

كما يتعرض المعارضون لضغوط من أجل القبول بمطلب آخر هو تمثيل تنظيم ب ي د الإرهابي في الوفد المفاوض.

وتؤكد مصادر معارضة عدة لفرانس برس أن دبلوماسياً أميركياً رفيع المستوى ودبلوماسيين اوروبيين حملوا هذا المطلب الى الوفد الأسبوع الماضي. لكن المعارضة أبدت "رفضها المطلق"، معتبرة ذلك بمثابة "عقبة جديدة" أمام المحادثات.

ومنذ انطلاق مسار جنيف في عام 2014، لم يتلق التنظيم الإرهابي أي دعوة للمشاركة في المحادثات.