أعضاء في مجلس الأمن الدولي يعتكفون في "خلوة" بحثاً عن كسر الجمود بينهم

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 19.04.2018 00:00
آخر تحديث في 19.04.2018 21:31
مجلس الأمن يشهد خلافات حادة حول سوريا مجلس الأمن يشهد خلافات حادة حول سوريا

شهد الأسبوع الماضي مواجهات دبلوماسية وعسكرية حول سوريا لا سيما بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا من جهة؛ وفي محاولة لكسر الجمود حول وسائل إنهاء الحرب يتوجه سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن في نهاية الأسبوع الجاري إلى مزرعة بجنوب السويد للقيام "بخلوة".

وستشارك سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هايلي ونظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذه "الخلوة" الجمعة والسبت والأحد في مزرعة بجنوب السويد.

وتأتي هذه "الخلوة" التي ستستمر ثلاثة أيام بينما يشهد مجلس الأمن انقسامات حادة خصوصا بين روسيا والولايات المتحدة حول هجوم كيميائي مفترض في دوما تبعه عمل عسكري قامت به واشنطن وحليفتاها لندن وباريس ضد سوريا.

وقد عقد مجلس الأمن خمسة اجتماعات حول سوريا الأسبوع الماضي بما في ذلك الثلاثاء عندما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار ينص على إجراء تحقيق في الهجوم الكيميائي المفترض وإجراءين آخرين.

حتى دفعت المواجهة الأميركية الروسية غوتيريش إلى التحذير من أن الحرب الباردة "عادت مع انتقام".

وردا على سؤال عما اذا كان يتوقع لحظات صعبة في السويد، قال السفير الروسي "سنرى كيف يشعرون بشأن التعامل معي بعد كل ما حصل".

وقال مساعد سفير السويد في الأمم المتحدة كارل سكاو لصحافيين "ليس جديدا على أحد القول إن "مجلس الأمن الدولي منقسم حول سوريا". وأضاف إن هدف "الخلوة" هو "إحياء حوار" و"انعاش حراك (...) بتواضع وصبر".

- "مصدر وحي":

هذا و سيقيم أعضاء المجلس في السويد في باكاكرا المقر الصيفي لداغ هامرشولد الذي كان ثاني أمين عام للأمم المتحدة.
وقال سكاو إن المزرعة الواقعة في جنوب السويد "مكان مناسب ومصدر وحي" للعودة إلى قوة الدبلوماسية.

وأضاف "أنها مكان نشمر فيه عن سواعدنا ونخلع ستراتنا وربطات العنق ونطرح بعض الطرق الواقعية والمهمة للسير قدما".

وعادة ما ينظم مجلس الأمن كل سنة خلوة غير رسمية لأعضائه في ضواحي نيويورك. لكن السويد عرضت استضافتها هذه السنة.

وقال غوتيريش لأعضاء مجلس الأمن إن الاجتماع سيركز على خطته "لتعزيز العمل الدبلوماسي" من أجل معالجة النزاعات في جميع أنحاء العالم، لكن المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن بشأن النزاع في سوريا سيكون على رأس الأولويات.

وعلى الرغم من اتهامات لندن لموسكو بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته، قالت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة كارين بيرس إنها تريد "العمل مع السفير نيبينزيا لمحاولة التقدم باتجاه العودة إلى العملية السياسية في سوريا".

من جهته، قال سكاو إن الهدف الأول لهذه "الخلوة" ليس النزاع في سوريا لكن هذه القضية يفترض أن تشغل حيزا في المناقشات نظرا لما تسببه من انقسام في مجلس الأمن منذ اشهر. وقال "نحتاج إلى أفكار جديدة حول الجانب السياسي لنسير قدما".

وأضاف أن "الخلوة" لن تكون دورة لمناقشة مختلف مشاريع القرارات بشأن سوريا، لكنه لم يستبعد محادثات من هذا النوع.

وتنتقد بعض الدول غير الأعضاء في المجلس هذه الرحلة إلى السويد. وقال سفير احدى هذه الدول طالبا عدم كشف هويته انه مع كل هذه النزاعات المطروحة أمامه وخصوصا النزاع في سوريا، فإن ذهاب مجلس الأمن إلى منطقة بعيدة يبدو غير طبيعي.