الطبيعة تمر في أسوأ حالاتها على مدى تاريخ البشرية

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 08.05.2019 12:18

في أول تقرير شامل للأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي، قال علماء إن الطبيعة في مشكلة الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، حيث يهدد خطر الانقراض أكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات.

خلال الأسبوع الماضي، التقى علماء من جميع أنحاء العالم في باريس للتوصل إلى بيان موّثق، يستلزم الموافقة بالإجماع لأكثر من 100 دولة، على الملخص الصادر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات، في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية.

يقول الباحثون إن المشكلة تعود إلى بني البشر، ولكن لم يفت الأوان لإصلاحها. وقال التقرير إن فقدان الأنواع يتسارع إلى معدل عشرات أو مئات المرات أسرع من الماضي. أكثر من نصف مليون نوع على الأرض "ليس لديها موائل كافية للبقاء على المدى الطويل" ومن المحتمل أن تنقرض، خلال عقود، ما لم تتم استعادة موائلها. المحيطات ليست أفضل حالا. لقد انقرض بالفعل ما لا يقل عن 680 نوعاً من الفقاريات منذ عام 1600. وقال التقرير إن 559 سلالة من الثدييات المستخدمة في الغذاء قد اختفت. أكثر من 40 في المائة من أنواع البرمائيات في العالم ، وأكثر من ثلث الثدييات البحرية وحوالي ثلث أسماك القرش والسمك مهددة بالانقراض. وقال روبرت واطسون، وهو خبير سابق في وكالة ناسا وعالم بريطاني ترأس هذا التقرير، إن النتائج لا تتعلق فقط بإنقاذ النباتات والحيوانات، بل تتعلق بالحفاظ على عالم أصبح من الصعب على البشر أن يعيشوا فيه.

سلط ملخص التقرير المكون من 39 صفحة الضوء على خمسة أسباب للحد من التنوع البيولوجي:

تحويل الغابات والأراضي العشبية وغيرها من المناطق إلى مزارع ومدن ومنشآت أخرى. فقدان الموائل يترك النباتات والحيوانات بلا مأوى. وقال التقرير إن نحو ثلاثة أرباع اليابسة وثلثي محيطاتها و 85 في المئة من الأراضي الرطبة الحيوية، قد تم تغييرها أو فقدها بشدة، مما يجعل من الصعب على الأنواع البقاء على قيد الحياة.

الصيد الجائر في محيطات العالم. يعاني ثلث مخزون الأسماك في العالم من الصيد المفرط.

السماح بتغير المناخ الناتج عن استهلاك الوقود، الذي يجعل المناخ حارّاً جدًا أو رطبًا أو جافًا، بطريقة تمنع بعض الأنواع من البقاء على قيد الحياة. لقد تعرض ما يقرب من نصف الثدييات البرية في العالم، بما في ذلك الخفافيش وحوالي ربع الطيور، لتخريب أو إزالة موائلها التي تضررت بشدة بسبب الاحتباس الحراري.

تلوث الأرض والمياه. كل عام، يتم إلقاء 300 إلى 400 مليون طن من المعادن الثقيلة والمذيبات والعوادم السامة في مياه العالم.

السماح للطفيليات والبكتيريا الغريبة بالقضاء على النباتات والحيوانات المحلية. ارتفع عدد أنواع الطفيليات الغريبة في كل بلد بنسبة 70 في المائة منذ عام 1970، حيث يهدد نوع واحد من البكتيريا حوالي 400 نوع من البرمائيات.

يعتمد التقرير اعتماداً كبيراً على الأبحاث التي أجراها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يضم علماء الأحياء الذين يحتفظون بقائمة تضم جميع الأنواع المهددة. وحسب القائمة التي صدرت في مارس، أن 27.159 نوعاً مهدداً بالانقراض أو منقرضاً بالفعل في البرية، من بين ما يقرب من 100.000 نوع من الأحياء التي تم فحصها بدقة. ويشمل ذلك 1.223 نوعاً من الثدييات، و 1.492 نوعاً من الطيور، و 2.341 نوعاً من الأسماك. ما يقرب من نصف الأنواع المهددة هي النباتات.

لم يفحص العلماء سوى جزء صغير من الأنواع التي تقدر بـ 8 ملايين نوع على الأرض. ومع ذلك، فإن التقرير يتجاوز التحدث عن الأنواع فقط. فمن بين 18 طريقة تم قياسها في كيفية مساعدة الطبيعة للبشر، قال التقرير إن 14 منها في تراجع، مع استثناء ملحوظ في إنتاج الغذاء والطاقة. ووجد التقرير مؤشرات هبوطية في قدرة الطبيعة على توفير الهواء النظيف والماء والتربة الجيدة وغيرها من الضروريات.