تقديرات إسرائيلية.. نتنياهو لن يسلم كرسي الرئاسة بهدوء

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 20.09.2019 12:28
آخر تحديث في 20.09.2019 12:43
تقديرات إسرائيلية.. نتنياهو لن يسلم كرسي الرئاسة بهدوء

هيمنت الأزمة السياسية ما بعد الانتخابات على عناوين الصحف الإسرائيلية، الجمعة، وسط تقديرات بأن البلاد تتجه الى انتخابات ثالثة ما لم تتحقق معجزة حكومة الوحدة الوطنية.

وأجمعت الصحف الإسرائيلية على أن رئيس الوزراء وزعيم حزب"الليكود" اليميني بنيامين نتنياهو لا ينوي التخلي عن القتال على كرسي رئيس الوزراء.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، الجمعة، إن "النظام السياسي غير واضح، لكن بعد ثلاثة أيام من الانتخابات، هناك شيء واحد واضح: على الرغم من فشله، فإن نتنياهو لا ينوي التخلي عن القتال على كرسي رئيس الوزراء".

وبعد إشارتها الى أنه "يرفض الاعتراف بخسارته" قالت صحيفة "هآرتس" الليبرالية، الجمعة "بنيامين نتنياهو لن يغادر بهدوء، سوف يقاتل من أجل منصبه كرئيس حتى يتم إزاحته قسراً عن المسرح".

ويعكس ذلك واقع الحال في إسرائيل بعد الانتخابات وهي الثانية التي تجري هذا العام إذ أخفق "الليكود" برئاسة نتنياهو و"أزرق أبيض" الوسطي برئاسة بيني غانتس في الحصول على أغلبية 61 صوتا المطلوبة لتشكيل حكومة.

وفيما يقول غانتس إن حزبه هو الأكبر في إسرائيل بعد حصوله على 33 مقعدا في الكنيست فإن نتنياهو يقول إنه صاحب الكتلة الأكبر في البرلمان الإسرائيلي.

ويقول كلاهما إنهما يريدان حكومة وحدة وطنية وكل منهما يقول إنه يريد ترؤس هذه الحكومة ما قد يفشل مساعي الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين لتشكيل حكومة وحدة.

وفي هذا الصدد أشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن إسرائيل تقف أمام أحد خيارين فإما حكومة وحدة أو انتخابات ثالثة.

وقالت "لا أحد يريد انتخابات ثالثة، لكن بشكل لا يصدق، قد يكون خيارًا أفضل لشخصيات سياسية معينة أكثر من بعض سيناريوهات حكومة ائتلافية".

ويستعد الرئيس الإسرائيلي بدء مشاورات، الأحد، مع قادة الأحزاب الفائزة بالانتخابات قبل تسمية عضو الكنيست الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة.

لكن غياب منتصر واضح في هذه الانتخابات قد يعقد هذه المهمة وهي من المهام القليلة الملقاة على عاتق الرئيس الإسرائيلي.

وقالت "إسرائيل اليوم": "يستطيع ريفلين أن يقرر أنه بالنظر إلى عدم وجود فوز واضح، فسوف يعطي مسؤولية تشكيل الحكومة للفائز في الانتخابات، بيني غانتس، بعد أن أصبح "أزرق أبيض" هو الحزب الأكبر".

واستدركت: "يمكن لريفلين أيضا أن يكلف عضو الكنيست الذي يجلب أكبر عدد من التوصيات من زملائه أعضاء الكنيست، في هذه الحالة، يبدو أن نتنياهو لديه ميزة، فلديه حوالي 56 مقعدا في جيبه من أحزاب اليمين والمتدينين، بينما غانت، من ناحية أخرى، لديه فقط الأزرق والأبيض والحزبين اليساريين الآخرين، وبالتالي فقط حوالي 45 توصية".

وتعود الصحيفة لتشير الى أنه في حال قرر ريفلين تكليف نتنياهو او غانتس فإن المعضلة ستبقى ذاتها وهي عدم وجود أغلبية برلمانية لدى أي منهما لتشكيل الحكومة.

وعلى ذلك قالت المحللة السياسية في الصحيفة كارولين غليك: "إن عدم الاستقرار السياسي المطول وعدم اليقين في إسرائيل له تأثير كارثي على المرونة الإستراتيجية لتل أبيب".

وأضافت غليك: "في الواقع ، لقد تسبب ذلك في شلل استراتيجي. لا يمكن لإسرائيل أن ترد بطريقة هادفة على التهديدات أو أن تستغل الفرص الإستراتيجية المتاحة أمامها".

وفي حال تقرر تشكيل حكومة وحدة وطنية في نهاية الأمر فإن الأحزاب الدينية اليهودية هي من سيدفع الثمن.

فقد أعلن غانتس إنه يريد تشكيل حكومة وحدة ليبرالية موسعة وهو ما يعني استبعاد الشريكين الأساسيين لنتنياهو وهما حزبي" شاس" و"يهودوت هتوراه" من المعادلة.

ويرفض حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان الانضمام الى حكومة يرأسها نتنياهو تحديدا بسبب السطوة المتزايدة للأحزاب الدينية.

وقالت صحيفة الجيروزاليم بوست، الجمعة، إن: "دعم حكومة وحدة وطنية دون الأحزاب الدينية المتطرفة منتشر على نطاق واسع، حيث يدعم حوالي ثلثي الجمهور اليهودي مثل هذا الائتلاف، بما في ذلك نصف ناخبي الليكود".

لكن نتنياهو سارع، الأربعاء، للتوقيع على اتفاق مع الأحزاب اليمينية والدينية يضع مصيره معهم في سلة واحدة، ما يزيد المشهد تعقيدا.