نحَات أردني مسيحي يصمم مجسماً لـ "قبة الصخرة"

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 27.05.2016 00:00
آخر تحديث في 27.05.2016 16:54
نحَات أردني مسيحي يصمم مجسماً لـ قبة الصخرة

صمَم النحَات الأردني وخبير الديكورات، نظام نعمة، مجسَماَ لـ "قبة الصَخرة" فوق أسطح أحد المباني وسط العاصمة الأردنية عمان، تقديرًا لبلاده وتكريمًا لشهداء فلسطين.

ويشكل المجسم الثُماني الذي صممه نعمة، على دائرة قطرها 5 أمتار صورة مطابقة للقبة الحقيقية، فمن يقف أمامه يشعر وكأنه يناظر المَعلَم الإسلامي الأبرز في تاريخ المسلمين.

التقت الأناضول النحَات الأردني نعمة، للوقوف على تفاصيل عملية إنشاء المجسَم والهدف من إنشائه، والمدة التي استغرقها، والمواد المستخدمة فيه؛ إضافة إلى الأساس الذي اعتمده في مقاساته.

نعمة قال: "بدأت في إنشاء المجسم عام 2012، وقد استغرقني 18 شهرًا من العمل المتواصل. وزنه 6 أطنان، وأبعاده هي الشكل الثماني ضمن دائرة قطرها 5 أمتار، وبارتفاع 3.80 مترًا".

وتابع: "التشكيل الأولي بجسور حديدية وأنابيب معدنية، ومن ثم تم تركيب ألواح أسمنتية بورد مقاومة للرطوبة. وبعد تشكيل الوضع الهندسي النهائي بدأت عملية الكساء الخارجي المكون من الرخام والأسفلت والفسيفساء على الجدران الثمانية والنوافذ".

وأضاف: "على الجدران جزء من سورة ياسين، وتحت القبة جزء من سورة الإسراء، وهو مطابق للأصل. وعملت على مقياس هندسي من واحد إلى عشرة، يعني أي قياس هنا يضرب بعشرة على الواقع، والعمل مقاوم لكل العوامل الجوية".

وقال: "صممت المجسم بحيث يمكن حمله باستخدام الرافعة في أي لحظة، وبالتالي نقله لأي مكان. وبالنسبة للقبة فهي عبارة عن نحاس صافي، وتتكون من 1280 قطعة تم قصها بشكل يدوي بأبعاد 8×11 سم؛ وتتناقص للصفر عند مركز القبة، والهلال أيضاً هو من النحاس الصافي المسكوب".

وعن تكلفة المجسم، أوضح نعمة "إن التكلفة وصلت 24 ألف دينار أردني (33 ألف دولار أمريكي)، وجميع المواد المستخدمة في المجسم هي من الأردن".

وأكد المصمم الأردني في معرض رده عن سبب إنشاء مجسم لهذا المعلم الإسلامي وهو مواطن مسيحي: "ليس عندي فرق بين الديانتين إطلاقاً. فأنا يشرفني أن أكون مسلمًا، كما يشرفني أن أكون مسيحيًا، لأنني تربيت على هذا الشيء. فنحن شعب واحد ويجب أن تكون بيننا قيم التسامح والرحمة والمودة والاحترام، وما عندي فارق حتى بين أردني وفلسطيني وسوري".

وأشار نعمة إلى أن "فكرة العمل جاءت لأنني أحببت أن أهدي عمان هديةً، يكون من خلالها تمجيد وتكريم لقبة الصخرة المشرفة الأصل، وإرسال تحية من عمان للقدس، وتحيةً كبيرةً لأرواح الشهداء الذين ناضلوا من أجل فلسطين والحق المغتصب".

وينتظر المصمم الأردني نظام نعمة رد الجهات الرسمية في بلاده على مراسلاته، لاختيار المكان المناسب ليتم وضع المجسم فيه.

وقبة الصخرة هي أحد أهم المعالم الإسلامية في فلسطين، أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وتم تشييدها بين عامي 66-72 هـ (685-691 م).

وتقع قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى في مدينة القدس، وقد أقيمت على الصخرة التي "عرج منها النبي محمد إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء والمعراج".