الصين تستعين بالشرطة لمحاربة تلوث الهواء

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 09.01.2017 00:00
آخر تحديث في 09.01.2017 22:47
الصين تستعين بالشرطة لمحاربة تلوث الهواء

بينما تواصل زخمها في النمو خلال الأربعين عامًا الأخيرة ورغم احتلالها المركز الثاني كأكبر اقتصاد في العالم، تستمر الصين فيما يبدو في دفع "ضريبة" ذلك بنسبة تلوث في الهواء بلغت مستويات خطيرة تهدد صحة مواطنيها إلى حد كبير.

إذ تشهد عدة مناطق في الصين منذ شهرين، عاصفة من الضباب الدخاني الكثيف مما يظهر ارتفاع معدلات التلوث بصورة غير طبيعية، ما دفع الحكومة إلى تشديد تدابيرها المتعلقة بالحدّ من هذه الظاهرة التي باتت تتكرر كل عام.

ومع ازدياد كثافة هذا الضباب الدخاني، أصدرت السلطات الصينية، الأسبوع الماضي، تحذيرا باللون الأحمر استمر ليوم الجمعة وشمل 31 مدينة، وهو ما يعني رفع حالة التأهب القصوى.

وتطبق الصين نظام تحذير لتلوث الهواء يتكون من أربعة مستويات يبدأ بالأزرق ثم الأصفر ثم البرتقالي وأخيرًا الأحمر الذي يعد الدرجة القصوى من مستوى التحذير.

وفي المناطق الشمالية والشرقية للبلاد، التي تشهد تلوثًا كثيفًا في الهواء خلال الشهرين الأخيرين، أصدرت السلطات الصينية التحذير الأحمر لأكثر من مرة.

ووفق هذا المستوى من التحذير، يتم تعليق العمل في بعض المصانع الملوثة للبيئة وخفض نسبة الإنتاج ووقف أعمال البناء، وإلغاء حصص التربية البدنية والتمارين الصباحية والمباريات الرياضية في المؤسسات التعليمية.

وفي مواجهة هذه الظاهرة المتكررة في الصين التي باتت تهدد حياة مواطنيها، أعلنت الإدارة الوطنية للطاقة في البلاد اعتزامها الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة بقيمة 361 مليار دولار لغاية العام 2020 لحماية البيئة من التلوث وزيادة حجم الطاقة.

كما تخطط الصين خلال السنوات القليلة القادمة إلى خفض استهلاك الفحم في البلاد وزيادة قدرتها من الطاقة المتجددة بما فيها الشمسية والمائية والنووية والرياح.

وتشير الإحصاءات إلى أن تلوث الهواء في الصين يؤدي إلى وفاة نحو 1.4 مليون شخص سنويًا، وأن 16 مدينة صينية من بين المدن العشرين الأكثر تلوثا حول العالم.

كما كشف بحث أجرته أكاديمية العلوم الوطنية في الصين، بالتعاون مع علماء أجانب، أنَّ معدل أعمار الصينيين خاصة جنوبي البلاد منخفض بنسبة 5.5 % عن المعدل الطبيعي، بسبب استخدامهم الفحم.

وتضطر الشركات والمصانع الصينية إلى تعليق أعمالها في بعض المناطق للحد من تلوث الهواء عند ارتفاعه إلى مستويات خطيرة.

وتجاوز مؤشر الجسيمات الناعمة الضارة "بي إم 2.5" الذي تعتمده الصين لقياس درجة التلوث، لعدة مرات وبمستويات متفاوتة، الحد الآمن لسلامة الإنسان الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية وهو 25 ميكروغراما.

إذ تستقر هذه الجسيمات الناعمة في الرئتين وتمتزج بالدم لتتسبب بالتهاب الشعب الهوائية وتخثر الدم وبأمراض قلبية.

يشار إلى أن الصين تأتي في المرتبة الأولى عالميًا من ناحية انبعاث غازات الاحتباس الحراري.

وترجع دراسات أسباب ارتفاع نسبة التلوث في الصين إلى اهتمامها بتحقيق النمو الاقتصادي الذي كان له الأثر السلبي على البيئة حيث تضاعفت أعداد المصانع التي تعمل بالطاقة التقليدية، علاوة على الاعتماد على محطات تعمل بالفحم لتزويد ملايين المواطنين بالتدفئة.

وقد قررت السلطات الصينية مؤخراً اللجوء إلى قوى الشرطة لمراقبة المخالفات المتعلقة باستخدام الفحم في التدفئة.