باكستان تندد بشن إيران قصفا جويا على منطقة حدودية

وكالة الأنباء الفرنسية
اسلام اباد
نشر في 17.01.2024 11:02
آخر تحديث في 17.01.2024 11:03
متظاهرون يحملون صور جثث أطفال ولافتة كتب عليها أربيل تبقى صامدة ولن تركع أمام الهجمات الإرهابية بعد يوم من تعرض عدة مناطق في المدينة لهجوم صاروخي أطلقها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في أربيل، 16  يناير 2024 الفرنسية متظاهرون يحملون صور جثث أطفال ولافتة كتب عليها "أربيل تبقى صامدة ولن تركع أمام الهجمات الإرهابية" بعد يوم من تعرض عدة مناطق في المدينة لهجوم صاروخي أطلقها الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، في أربيل، 16 يناير 2024 (الفرنسية)

نددت باكستان بتنفيذ إيران عمليات قصف جوي ليلة الثلاثاء الأربعاء على مناطق حدودية داخل أراضيها أدت الى مقتل طفلين، وجاءت بعد ساعات من شنّ طهران ضربات صاروخية ضد أهداف "إرهابية" في العراق وسوريا.

وذكرت وزارة الخارجية في باكستان أن القصف أدى إلى مقتل طفلين وإصابة ثلاثة آخرين، وأنها استدعت كبير دبلوماسيي طهران في إسلام آباد للاحتجاج على هذا "الانتهاك غير المبرر للمجال الجوي" الباكستاني.

ولم تعلّق إيران رسميا على هذه الأنباء. إلا أن وسائل إعلام إيرانية نقلت ليل الثلاثاء أن مقرّين تابعين لجماعة "جيش العدل" التي تصنّفها طهران "إرهابية" وتتهمها بالعمل من قواعد في باكستان، تعرّضا لقصف "بالصواريخ والطائرات المسيّرة وتمّ تدميرهما"، من دون أن تذكر مصدر هذه الأنباء أو مصدر إطلاق الصواريخ.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن ليل الإثنين الثلاثاء أنه استهدف "مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة"، مؤكدا تدمير "مقر لجهاز الموساد الصهيوني" في إقليم شمال العراق ومواقع في سوريا.

وأتت هذه الضربات التي ندد بها العراق والولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى، في سياق توتر متصاعد في الشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية حرب إسرائيل على غزة.

ولم تذكر وزارة الخارجية الباكستانية مكان القصف الجوي الإيراني، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه استهدف أماكن قريبة من بنجغور في محافظة بلوشستان بجنوب غرب باكستان، التي تتشارك حدودا بطول نحو ألف كيلومتر مع إيران.

وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أن "هذا الانتهاك لسيادة باكستان غير مقبول بتاتا وقد تكون له تداعيات خطرة" مضيفة أن الضربة داخل الأراضي الباكستانية مساء الثلاثاء "أسفرت عن مقتل طفلين بريئين وجرح ثلاث فتيات".

- أعمال "أحادية الجانب" -

وأتى القصف في يوم التقى رئيس الوزراء الباكستاني أنور الحق كاكار مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. كما أتى في يوم أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إجراء بحريتي البلدين مناورات في مضيق هرمز ومياه الخليج.

وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية "ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران".

ومضت تقول "لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركا منسقا"، معتبرة أن "هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها ان تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة".

وتتبادل طهران وإسلام أباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشنّ هجمات، لكن نادرا ما تحوّلت هذه الاتهامات الى تدخل عسكري مباشر من طرف ضد آخر.

وقال مدير معهد جنوب شرق آسيا في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن مايكل كوغلمان "سبق لإيران أن شنّت عمليات ضد مسلحين متمركزين في باكستان، لكني لا أذكر أي عملية بهذا الحجم".

وحذّر عبر منصة إكس من أن هذا الهجوم "يدفع الروابط بين باكستان وإيران، وهي علاقة دقيقة حتى في أفضل أيامها، نحو أزمة خطرة".

وكان "جيش العدل" تبنى في منتصف كانون الأول/ديسمبر، هجوما على مركز للشرطة في مدينة راسك بجنوب شرق إيران، أدى الى مقتل 11 عنصرا. وهذا الاعتداء هو من الأكثر حصدا للأرواح يستهدف قوات الأمن الإيرانية في محافظة سيستان-بلوشستان التي غالبا ما تشهد اضطرابات وهجمات من هذا القبيل.

وتصنف الولايات المتحدة بدورها "جيش العدل" منظمة "إرهابية"، وتقول إنه "يستهدف بشكل رئيسي أفراد قوات الأمن الإيرانية"، لكن أيضا مسؤولين ومدنيين باغتيالات وخطف وهجمات انتحارية.

وسبق لجماعة "جيش العدل" المتطرفة أن تبنت عمليات استهدفت عناصر أمن ومدنيين في الأعوام الأخيرة، في محافظة سيستان-بلوشستان. وبين هذه الاعتداءات هجوم في شباط/فبراير 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس الثوري.

وينشط في سيستان-بلوشستان انفصاليون من البلوش، سبق لإيران أن اتهمت إسلام أباد بدعمهم.

كذلك، تعرض عدد من عناصر قوات الأمن الإيرانية في المحافظة للخطف على يد مجموعات تصنفها إيران "إرهابية" أو "مناهضة للثورة" الإسلامية.