خبراء: تغيير سياسة تركيا الاقتصادية قلل مخاطر الاستقرار المالي الكلي

وكالة الأناضول للأنباء
لندن
نشر في 25.12.2023 10:24
أشخاص يتجولون بمنطقة كاراكوي أثناء غروب الشمس في إسطنبول، تركيا، 9-11-2023. صورة: رويترز أشخاص يتجولون بمنطقة "كاراكوي" أثناء غروب الشمس في إسطنبول، تركيا، 9-11-2023. (صورة: رويترز)

أفاد خبراء بتراجع، على نحو حاد، مخاطر الاستقرار المالي الكلي وضغوط ميزان المدفوعات في تركيا، عقب تغيير أنقرة سياستها الاقتصادية بعد الانتخابات الأخيرة.

وقال إريك أريسبي موراليس، المدير الأول ومحلل اقتصاد تركيا لدى وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن تغيير تركيا سياستها الاقتصادية عقب الانتخابات، قلل بشكل كبير من هذه المخاطر.

وأشار موراليس، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إلى أن "التغيير في السياسة الاقتصادية المستمر منذ يونيو/ حزيران 2023، لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه زياد في سعر الفائدة فحسب".

والشهر الحالي، أعلن البنك المركزي التركي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 250 نقطة أساس إلى 42.5 بالمئة، في الشهر السابع لدورة التشديد النقدي.

ويأتي هذا الرفع في وقت يكثّف فيه البنك المركزي، معركته ضد التضخم وجهوده لدعم الليرة التي تشهد تراجعا في قيمتها.

ولفت الخبير في وكالة فيتش إلى أن التشديد النقدي الذي انتهجته تركيا عقب الانتخابات، كان أكبر وأسرع مما توقعته وكالة فيتش، مضيفاً: "الوضع الجديد يساهم في تخفيف الضغوط على الليرة، ويدعم تعافي الاحتياطيات الأجنبية، ويوقف تراجع الليرة لكنه سيعمل على تباطؤ الناتج المحلي".

وأردف: "فيتش تتوقع أن يتباطأ نمو الاقتصاد التركي من 4.1 بالمئة بنهاية 2023 إلى 2.5 بالمئة في 2024، بسبب التأثير المشترك لتشديد السياسة النقدية، وضعف النمو لدى الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا مثل منطقة اليورو".

ويرى موراليس أن موقف السياسة النقدية المتشددة، "ربما يكون ضروريا لفترة طويلة من الزمن لتحقيق التوازن في الاقتصاد التركي".

وقال إن "الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في مارس/آذار المقبل، قد تشكل اختباراً لتصميم الحكومة على مواصلة دورة التشديد الحالية وتجنب التدابير التحفيزية الانتخابية التي تقوض السياسة الحالية".

سعر الفائدة

بدوره، قال كين واتريت، الخبير الاقتصادي في مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس، إن البنك المركزي التركي يقود التغييرات الأساسية في السياسة الاقتصادية التركية.

وأشار واتريت إلى أن الهدف من السياسة الاقتصادية الحالية، يتمثل بتحقيق استقرار العملة الوطنية للحد من التضخم، مضيفاً: "البنك المركزي رفع سعر الفائدة، لإبطاء الطلب المحلي من أجل تقليل الخلل في الحساب الجاري".

وتلجأ البنوك المركزية حول العالم إلى رفع أسعار الفائدة لإبطاء الطلب على الاستهلاك، وسحب السيولة من الأسواق، وهي إحدى أكثر الأدوات شيوعا لكبح جماح التضخم.

وأضاف واتريت: "نعتقد أن هذه العوامل ستضغط على النشاط الاقتصادي على المدى القريب، وسيكون هناك وضع صعب للغاية في الاقتصاد خلال 2024.. مع ذلك، تعتبر هذه الشروط ضرورية لمساعي موازنة التضخم ومنع المزيد من انخفاض العملة".

وأردف: "نحتاج لأن نكون واقعيين، هذه الصعوبات رأيناها أيضاً في البنوك المركزية الأخرى، فالسيطرة على التضخم يستغرق بعض الوقت، ولا يمكن تقليص التضخم مباشرة عندما يتم زيادة سعر الفائدة".

وتابع: "المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد التركي، ظهرت أيضاً في العديد من الاقتصادات الأخرى"، مشيراً إلى أن الاقتصاد العالمي يشهد صدمة تضخم لم نشهده منذ عقود.

توقعات بتراجع التضخم

وذكر واتريت أنه يتعين على البنوك المركزية مكافحة صدمة التضخم من خلال تغيير السياسة النقديةـ مضيفاً: "في تركيا، استغرق الأمر وقتاً أطول، أعتقد أن المفتاح هو مكافحة مشكلة التضخم".

وأردف: "يبدو أن هذا التغيير في السياسة النقدية يقودنا إلى بيئة أكثر استقراراً، ولسوء الحظ، سيكون 2024 عاماً مليئاً بالتحديات على كافة الأصعدة، وسيتأخر تأثير رفع أسعار الفائدة على النشاط الاقتصادي".

وتابع: "لكن نتوقع أن يبدأ التضخم في التحرك نحو الأسفل تدريجياً وتستقر العملة، ونأمل أن تبدأ التوقعات الاقتصادية في التحسن خلال 2024، ويكون العام التالي أكثر إيجابية".

وشدد واتريت على أن الاقتصاد العالمي يواجه أيضاً العديد من الرياح المعاكسة، مؤكداً أن قدرة أي اقتصاد على خلق مسار للخروج من الصعوبات الاقتصادية محدودة للغاية.

وأضاف "بما أن هذا الوضع في كل مكان، فيبدو أن عام 2024 سيكون مليئاً بالتحديات الاقتصادية حول العالم".