الشرطة الفرنسية تنزل الشوارع مطالبة الحكومة بحمايتها من "المخربين"

ديلي صباح ووكالات
نشر في 18.05.2016 00:00
آخر تحديث في 18.05.2016 14:10
الشرطة الفرنسية تنزل الشوارع مطالبة الحكومة بحمايتها من المخربين

منذ عام، كانوا محبوبين، وكانت الناس تشكرهم. أما اليوم، فالشرطة يشتكون من موجة "الكره" التي صاروا عرضة لها. ولذلك، قررت قوات الشرطة التحرك والنزول للشارع لتكون هذه المرة هي من يتظاهر ويطالب.

فمنذ شهرين والشارع الفرنسي يغلي ضد مشروع قانون جديد للعمل تحاول الحكومة تمريره، والمظاهرات تعم الساحات ليل نهار، مما نتج عنه مواجهات عنيفة أحياناً بين قوات حفظ النظام وبعض العناصر التي تسعى للفوضى ليس إلا.

وقد دعت نقابات الشرطة عناصرها، الذين في الخدمة والمدنيين، إلى تظاهرات ضخمة في ستين مدينة، ستكون أهمها مظاهرة اليوم الأربعاء، في ساحة الجمهورية في باريس، الساعة 12.30. وهي الساحة التي ينظم فيها مظاهرات احتجاجية على مشروع لتعديل قانون العمل منذ شهرين تقريباً.

في المقابل، دعت تجمعات تندد بالعنف الذي تمارسه الشرطة إلى التظاهر في ذات المكان، قبيل تظاهر عناصر الشرطة. مما يشير إلى احتدام التوتر بين الشرطة والناس في فرنسا.

وتقول نقابات قوات الأمن أنها دعت للتظاهر تضامناً مع زملائهم العاملين في قوات حفظ الأمن (ومكافحة الشغب) الذين يعانون من تتالي الأحداث لا سيما منذ بداية الاحتجاجات على قانون العمل منذ شهرين التي أصيب فيها أكثر من 350 شرطياً بجراح.

وكانت قد انتشرت شعارات مناهضة للشرطة ومعادية لها مثل: "الجميع يكره الشرطة". فقد أصيب أحد الأشخاص خلال المواجهات في عينه، في نيسان/أيار، وفتحت أكثر من 30 قضية للتحقيق في ادعاءات لجوء الشرطة إلى العنف، ساندها العديد من المسؤولين في اليسار والنقابات التي تنتقد الحكومة في طريقة إدارتها لقوات الأمن.

ولكن، بالرغم من بعض مظاهر العنف الشُرَطي هذه، لا يزال 80% من الفرنسيين ينظرون إلى عناصر الشرطة بعين رضية؛ وهناك خشية من أن تهتز صورة الشرطة في عيونهم بعد أن صفقوا لهم ولشجاعتهم بعيد اعتداءات كانون ثاني 2015.

وكان التوتر قد بلغ ذروته بعد أن نشرت إحدى نقابات العمال (المنظمة لاحتجاجات قانون العمل) رسماً يتهم الشرطة بالعنف، مما أثار حفيظة نقابة الشرطة وطالبت وزارة الداخلية بتقديم شكوى. فهذه النقابة الأخيرة تنكر كل أشكال الاتهامات مشيرة إلى أن عناصرها قد "أُنهكوا" من نظام الطوارئ المعمول به في فرنسا منذ اعتداءات 13 تشرين ثاني 2015.

فما هي مطالب الشرطة؟

تطلب نقابات الشرطة "دعم" الناس والحكومة ويطالبونها بمزيد من الحزم في مواجهة "الزعران" المتهمين بتقصد مهاجمة عناصر الأمن على هامش الاحتجاجات ضد قانون العمل. ويقول أحد عناصر الشرطة: "يأتي هؤلاء الزعران في جماعات صغيرة، ثم يتجمعون ويتنظمون. لم أر في حياتي أمراً كهذا. إنهم منظمون جداً، ويلتقطون كل ما تقع عليه أيديهم ثم يرموننا به. هدفهم ليس النهب، بل فقط النيل من الشرطة".

وكان قد ألقي القبض على طالب ثانوي الأسبوع الماضي وجرت محاكمته بتهمة الاعتداء على رجل شرطة في مدينة نانت. الأمر الذي رحبت به نقابات الشرطة، كما رحبت بمنع خروج مظاهرات ناشطين ضد الفاشية لعدم رغبة عناصرها في المشاركة في حماية المزيد من هذه المظاهرات.

نصيحة للقراء الأعزاء، لا تقارنوا بين شرطتهم وشرطتنا، فشرطتنا أشرف وألطف... ولا شو؟