مجلس الدوما الروسي يندد بانخراط "مرتزقة" فرنسيين في القتال إلى جانب أوكرانيا

وكالة الأنباء الفرنسية
موسكو
نشر في 24.01.2024 18:03
دورية للجيش الأوكراني على الحدود مع بيلاروسيا. 24/01/2024 الفرنسية دورية للجيش الأوكراني على الحدود مع بيلاروسيا. 24/01/2024 (الفرنسية)

صوّت مجلس النواب الروس اليوم على قرار يندّد بمن سمّوهم "مرتزقة" فرنسيين يقاتلون إلى جانب الجيش الأوكراني، في خطوة دحضتها فرنسا.

وتأتي هذه التهم فيما تكثّف فرنسا منذ أسابيع تعهّداتها بتسليح أوكرانيا وتستعدّ لإبرام اتفاق أمني مع كييف.

ولا تنفي باريس وجود فرنسيين في صفوف الجيش الأوكراني، لكنها تدحض التلميحات الروسية إلى مساهمتها في تجنيدهم.

وجاء في قرار الدوما الروسي الموجّه إلى الجمعية الوطنية الفرنسية "من المؤسف أن تقوم السلطات الفرنسية التي كانت في ما مضى مع بلدنا من محفّزي مسار تطرية الأجواء السياسية العسكرية في أوروبا، بإطالة أمد احتضار النظام النازي في كييف بتدابيرها".

ونُشر النصّ الذي يستعيد الرواية الروسية للنزاع في أوكرانيا مقدّما إيّاه كامتداد للحرب على الهتلرية على الموقع الإلكتروني لمجلس الدوما، وهو الغرفة الدنيا من البرلمان الروسي.

وجاء فيه "مع من نتعامل عندما نتكلّم عن فرنسا والفرنسيين؟ هل هم ورثة عقيدة الرئيس الفرنسي الأسطوري الجنرال ديغول؟... أم هم مناصرو المتعاون المجرم (مع النظام النازي) الماريشال بيتان؟".

وفي 17 كانون الثاني/يناير، أعلن الجيش الروسي تدمير مبنى في خاركيف (شمال شرق أوكرانيا) كان يضمّ "مرتزقة هم بأغلبيتهم من المواطنين الفرنسيين". وتمّ "القضاء" على نحو ستين مقاتلا وجرح عشرين منهم، بحسب تصريحات السلطات الروسية.

لاحقا، نشرت جمعية فرنسية مؤيّدة لموسكو قائمة بأسماء 13 "مرتزقا فرنسيا" كانوا في خاركيف وقت تنفيذ الضربة. ويتمّ تداول قائمة أخرى تضمّ 30 اسما على "تلغرام".

وصرّح ديميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين الأربعاء "نشدّد على أنه في حوزتنا معلومات موثوقة تشير إلى... وجود مرتزقة فرنسيين في أوكرانيا"، داعيا السلطات الفرنسية إلى "الاهتمام" بمواطنيها.

- نفي فرنسي

وسارعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى دحض هذه المعلومات، مندّدة بـ "مناورة روسية فجّة"، ومشيرة إلى أن فرنسا ليس لديها "+مرتزقة+ لا في أوكرانيا ولا في أيّ بلد آخر".

واستدعي الجمعة السفير الفرنسي في موسكو إلى وزارة الخارجية الروسية لمعاتبته على "انخراط باريس المتزايد في النزاع في أوكرانيا".

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بأن بعض الأسماء الواردة في القوائم المتداولة هي مزّيفة. وتحوم شكوك حول حقيقة مقتل فرنسيين في الضربة الروسية.

وصرّح مصدر أمني فرنسي "من حيث المبدأ، لم يقتل أيّ فرنسي في خاركيف" الأسبوع الماضي.

وكشف خبير أمني في كييف هو على اتصال بعدّة فرنسيين عضو في الفيلق الدولي الأوكراني أن عدد هؤلاء "ليس بالكبير" في أوكرانيا وهم "موزّعون بين عدّة وحدات".

وقال في تصريحات لوكالة فرانس برس "هؤلاء الذين أعرفهم هم جميعهم على قيد الحياة. وهم لم يسمعوا عن سقوط أيّ جريح" في خاركيف، مؤكدا أنه تواصل مع كثيرين منهم بعد الضربة الروسية.

وأفاد مصدر عسكري فرنسي من جهته لوكالة فرانس برس بأن نحو مئة مقاتل فرنسي موجود حاليا في أوكرانيا والبعض منهم قريب من حركات اليمين المتطرّف.

وقد استقطبت الحرب في أوكرانيا منذ أشهرها الأولى متطوّعين أجانب انضموا للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني.

وغالبا ما يتّهم الغرب، وخصوصا فرنسا، روسيا بالتلاعب بالأخبار الموجّهة للجماهير الأوروبية وتزييفها.

وفي حزيران/يونيو، ندّدت باريس بعملية قرصنة رقمية أدّت إلى نشر محتويات معادية لأوكرانيا على مواقع تحاكي تلك التابعة لأبرز الصحف الفرنسية.