تركيا والمملكة المتحدة تتطلعان إلى توسيع تعاونهما عبر شراكات في بلدان ثالثة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 27.12.2023 15:10
حاويات تحمل بضائع متداولة تنتظر في ميناء في تكيرداغ، شمال غربي تركيا، 2-5-2021. صورة: الأناضول حاويات تحمل بضائع متداولة تنتظر في ميناء في تكيرداغ، شمال غربي تركيا، 2-5-2021. (صورة: الأناضول)

سلط القنصل العام البريطاني في إسطنبول، الثلاثاء، الضوء على إمكانية إقامة مشاريع مشتركة في دول ثالثة، وشدَّد على تعميق التعاون بين المملكة المتحدة وتركيا في مجال الدفاع والصناعات الثقيلة، مضيفاً أن المفاعلات النووية الدقيقة يمكن أن تكون مجالاً جديداً للتعاون.

وتعد المملكة المتحدة رابع أكبر وجهة تصدير لتركيا، وتحتل المركز السابع عشر كشريك تجاري مهم للبلاد، وذلك بفضل علاقات التعاون الكبيرة التي أقامها البلدان، فضلاً عن مشاركتهما في استثمارات متبادلة، لا سيما في مجال الصناعات الدفاعية والثقيلة.

وفي حديثه لصحيفة "صباح" التركية، قيَّم القنصل العام البريطاني ووكيل وزارة التجارة لأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى كنان بوليو، العلاقات التجارية بين البلدين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة.

وفي معرض إشارته إلى أن هناك مجالات جدية يمكن للمملكة المتحدة وتركيا العمل فيها معاً لتطوير تقنيات دفاع من الدرجة الأولى، قال بوليو إن "أفضل مثال على ذلك هو الطائرة المقاتلة المحلية "KAAN"، التي تم تطويرها بين شركة صناعات الطيران التركية وشركة BAE Systems".

وأوضح القنصل العام البريطاني أن تركيا حليف مهم وصديق وشريك لحلف شمال الأطلسي، ولهذا السبب "نستثمر الكثير من الطاقة والتصميم في العلاقات الثنائية".

وأضاف: "تنشط شركات مثل CANiK وNurol في المملكة المتحدة. ومن المشجع أن نرى العديد من الأمثلة على التعاون الإيجابي، وهذا لا ينطبق فقط على الأسواق الخاصة بنا".

وأشار بوليو إلى أنه "بالنظر إلى القدرات الابتكارية والهندسية الاستثنائية التي تتمتع بها تركيا، فمن الممكن جداً متابعة التعاون في بلدان ثالثة".

وقال: "لقد زرت مرافق بايكار الجديدة، وأعجبت كثيراً بما رأيت. إنها شركة من الطراز العالمي حقاً. وهناك العديد من المرافق والخدمات في تركيا تتمتع بذات المعايير العالمية".

وتعتبر المملكة المتحدة مورداً مهماً لتركيا في مختلف فئات المنتجات، بما في ذلك المركبات والمنسوجات والمولدات الكهربائية والمعادن، حيث يبلغ إجمالي صادراتها للبلاد 16 مليار جنيه إسترليني. كما تجاوز عدد الشركات البريطانية المصدرة إلى تركيا 7500 شركة. وفي عام 2021، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر من المملكة المتحدة إلى تركيا 8.9 مليار جنيه إسترليني.

وفي معرض تسليط الضوء على حجم التجارة الكبير بين البلدين، أعرب بوليو عن الحاجة إلى تعزيز التعاون بشكل أكبر.

وقال: "نحن بحاجة إلى الجمع بين دولتين تجاريتين عظيمتين، ودولتين متقدمتين في مجال الابتكار والموهبة الهندسية. إضافةً إلى أن القدرات الدفاعية أصبحت مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى".

وشدد على ضرورة رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي بات يصل إلى 26 مليار جنيه.

وأضاف: "نحن بحاجة إلى المزيد من التبادل التجاري، وخصوصاً أن آلاف الشركات من المملكة المتحدة تعمل في تركيا والعكس صحيح. وهناك الكثير مما يمكننا القيام به معاً. وإذا تمكّنا حقاً من إقامة علاقة تجارية حديثة، فيمكن أن يكون هذا مثالاً لبقية دول العالم".

وبالإشارة إلى أن العديد من اتفاقيات التجارة الحرة تركز بشكل أساسي على السلع والوصول إليها، أعرب بوليو عن اعتقاده بأن مجالات مثل البيانات والخدمات والتقنيات الرقمية، يجب تضمينها أيضاً في نطاق الاتفاقية.

وفيما يتعلق بأهداف تركيا حول تنوع الطاقة، ومكانة المملكة المتحدة باعتبارها واحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التكنولوجية في المفاعلات المعيارية الصغيرة، والمعروفة أيضاً بمحطات الطاقة النووية الصغيرة، تطرق بوليو إلى التعاون المحتمل في هذا المجال.

وذكر أن الحوارات على المستوى الرئاسي، أرست الأساس لبعض المناقشات رفيعة المستوى. وعلق بالقول: "إن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي التكنولوجيا التي يمكن أن تحدث التحول. لم نقم بإنشاء المرافق بعد، لكنها ستعتمد حين إنشائها على تكنولوجيا مجربة. وهو ما نأمل أن نعمل به بشكل وثيق مع تركيا".

وأوضح: "بالنظر إلى أن تركيا تعد مركزاً استثنائياً للإنتاج، فيمكنها أن تصبح مركزاً لبيع المنتجات الصغيرة والمتوسطة الحجم المنتجة فيها، إلى المنطقة أو العالم، وهذه أيضاً فكرة حول كيفية عمل المملكة المتحدة وتركيا معاً. إننا نجري مناقشات جادة مع الحكومة التركية حول الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأثناء التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، من المهم أيضاً بالنسبة لتركيا، ضمان مرونة الطاقة والاكتفاء الذاتي".

واختتم حديثه بالقول: "إنه أمر بالغ الأهمية لأمن إمدادات الطاقة".