كثيرون مننا يحلمون بالعثور على كنز يوماً ما، لكن هناك من يبحثون عن كنزهم مهما استغرق من وقت.
وهو الحال مع أوليفييه ديمولي، جامع تحف مهووس بجمع قمصان الرياضيين، الذي ظل يبحث 17 عاماً حتى وضع يده على أشهر قميص في تاريخ الرياضة الفرنسية: إنه واحد من قمصان الأسطورة زين الدين زيدان الذي ارتداه خلال المباراة النهائية في كأس العالم 1998 التي جمعت الفريقين الفرنسي والبرازيلي وفازت فيها فرنسا 3-0، اثنان منهما هزا شباك الحارس البرازيلي براسية من زيدان.
ولكن أين كان القميص كل هذه المدة وكيف خرج إلى السطح من جديد؟ الحقيقة أن أحد اللاعبين السابقين في الفريق، لم يذكر جامع التحف اسمه، كان أهداه إلى زوجين وقد قرر الزوجان بيعه لحاجتهما إلى المال، فاشتراه أوليفييه بملغ 78.000 جنيه استرليني.
وقد قام أوليفييه بالتأكد لدى شركة أديداس المصنعة للقميص من أصالته: "لقد صنع القميص خصيصاً لزيدان، هذا أمر مؤكد. وهو مرقَّم وعليه شعار أديداس على الطرف اليمين، في الأسفل. لكن السؤال هو: هل ارتدى زيدان حقاً هذا القميص أم أنه كان فقط قميص احتياط؟ فالقميص الذي ارتداه خلال الشوط الأول من المباراة، بحوذة أخيه لزيدان. أما قميص الشوط الثاني فالأرجح أن نجم الفريق الفرنسي قد رماه للجمهور بعد المباراة وإن كانت جميع الفيديوهات تُظهر أنه كان لا يزال يلبسه في غرف تبديل ملابس اللاعبين.
ولتوضيح سر القميص، توجه أوليفييه إلى مدريد، في آذار/مارس الماضي، للقاء زين الدين زيدان الذي يدرب الآن فريق الريال مدريد؛ لكنه لم يستطع مقابلته. فأرسله إليه في ظرف وعندما استلم الظرف مجدداً وجد أن زيدان قد وضع على القميص توقيعاً جميلاً، وهو اعتراف منه بأصالته. يقول أوليفييه: "من المؤكد أنه قد رأى أن القميص قميصه".
اليوم، يحتفظ أوليفييه بقميصه الثمين في خزنة آمنة في بنك؛ وفي نيته تقديمه للعرض في متحف الفيفا في زيوريخ لمدة خمس سنوات. لكنه أعرب عن استعداده لإهدائه لزيدان في حال طلبه منه: "إن طلبه مني، فسأعيده له. في النهاية، هو قميصه وأمر جميل أن يستعيده بعد كل هذه السنين".
