أثيوبيا تعلن بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 20.02.2022 12:18
سد النهضة الفرنسية سد النهضة (الفرنسية)

أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد رسميا عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة على النيل الأزرق الأحد، في مرحلة هامة من المشروع الذي يشكل محور خلاف مع مصر والسودان.

وقام أبيي برفقة مسؤولين رفيعي المستوى، بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية.

وقال مسؤول في مراسم الافتتاح "هذا السد العظيم بناه الإثيوبيون لكن ليس للإثيوبيين فحسب بل ليستفيد منه أيضا أشقاؤنا الأفارقة".

وأضاف "لقد وصل اليوم الذي ضحى وصلى من أجله كل إثيوبي وأمل به".

وفي 2011 أطلقت إثيوبيا المشروع الذي تقدّر قيمته بنحو 4 مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرمائية في إفريقيا، إلا أنه يثير توترات إقليمية خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالى 90 في المئة من حاجاتها من مياه الري والشرب.

المشروع البالغة كلفته 4,2 مليارات دولار يسعى إلى إنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء، أي أكثر بمرتين من انتاج إثيوبيا من الكهرباء.

وأفادت وسائل إعلام رسمية أن السد الواقع في غرب إثيوبيا والقريب من الحدود مع السودان، بدأ توليد 375 ميغاواط من الكهرباء من إحدى توربيناته الأحد.

- تأخير متكرر:

يقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 متراً.

ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.

وبالنسبة إلى مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالى 97 في المئة من حاجاتها من مياه الري والشرب، فإن السد يشكل تهديدا وجوديا.

من ناحيته يأمل السودان في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكن يخشى أن تلحق أضرار بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة.

ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله. وطالبت القاهرة والخرطوم بأن تتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق.

أطلق مشروع السد في عهد رئيس الوزراء السابق ملس زيناوي، الزعيم المتحدر من تيغراي الذي حكم إثيوبيا لأكثر من عقدين حتى وفاته عام 2012.

ساهم موظفون حكوميون في إطلاق المشروع بتقديمهم راتبا شهريا في العام الذي سبق إطلاقه، وأصدرت الحكومة منذ ذلك الحين سندات سد تستهدف الإثيوبيين داخل البلاد وخارجها.

لكنّ المسؤولين نسبوا الاحد الفضل في إحياء المشروع إلى أبيي أحمد بعدما أدى سوء إدارة على حد قولهم إلى تأخير بنائه بشكل متكرر.

وقال مدير المشروع كيفلي هورو في تصريحاته "بلادنا خسرت الكثير بسبب تأجيله مرارا، خصوصا من الناحية المادية".

بدأت مرحلة ملء خزان السد الضخم في 2020 وأعلنت إثيوبيا في تموز/يوليو ذلك العام الوصول إلى هدف تعبئة 4,9 مليارات متر مكعب.

وتبلغ السعة الإجمالية للخزان 74 مليار متر مكعب من المياه، وكان الهدف في 2021 إضافة 13,5 مليارا.

في تموز/بوليو الماضي أعلنت إثيوبيا الوصول إلى ذلك الهدف ما يعني احتواءه على ما يكفي من المياه لبدء إنتاج الطاقة، علما أن بعض الخبراء شككوا في ذلك.