ويكيليكس يكشف.. سي آي إيه تتنصت على كل شيء

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 08.03.2017 00:00
آخر تحديث في 08.03.2017 22:11
ويكيليكس يكشف.. سي آي إيه تتنصت على كل شيء

نشر موقع ويكيليكس وثائق تكشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) يمكنها تحويل التلفزيون في أي منزل إلى جهاز للتنصت والالتفاف على كل تطبيقات التشفير وحتى التحكم بأي سيارة، محذرا من انتشار هذه "الأسلحة" المعلوماتية.

فقد نشر الموقع حوالي تسعة آلاف وثيقة قال إنها جاءت من وكالة الاستخبارات المركزية وأكد أنها أضخم عملية نشر لوثائق سرية استخباراتية جرت حتى الآن. وقال الموقع الذي أسسه الأسترالي جوليان اسانج إن هذه الوثائق تثبت أن وكالة الاستخبارات المركزية تعمل مثل وكالة الأمن القومي التي تتولى بشكل أساسي أنشطة المراقبة الإلكترونية في الولايات المتحدة، لكنها تخضع لدرجة أقل من الإشراف.

ولم يؤكد الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية جوناثان ليو صحة الوثائق ولم ينفها. كما رفض التعليق على مضمونها. من جهته، قال الناطق باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في لقاء مع الصحافيين "إنها قضية لم يتم تقييمها بالكامل بعد". لكن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، ديفين نيونس، أكد أن كشف هذه الوثائق يبدو "خطيرا جدا" و"نحن نشعر بقلق كبير".

ويؤكد موقع ويكيليكس أن كمية كبيرة من وثائق وكالة الاستخبارات التي تكشف "الجزء الأكبر من ترسانتها للقرصنة المعلوماتية" انتشرت بين أوساط خبراء أمن الإنترنت. وقد تسلم ويكيليكس بنفسه عددا من هذه الوثائق التي قرر نشرها. وأوضح الموقع أن "هذه الوثائق تم تداولها على ما يبدو بدون ترخيص بين قراصنة سابقين للحكومة الأمريكية وعاملين بعقود ثانوية.. وقام أحدهم بتسليم جزء من هذا الأرشيف إلى ويكيليكس".

ويقول موقع ويكيليكس إن "هذه المجموعة الاستثنائية التي تتألف من مئات الملايين من سطور التشفير تكشف قدرات هائلة للقرصنة المعلوماتية التي تتمتع بها سي آي إيه". وإذا ما تم التحقق من هذه الوثائق، فبإمكانها أن تزعج قطاع الاستخبارات الأمريكي. وقال الموقع إن هذه الوثائق تدل على أن أجهزة الاستخبارات وضعت أكثر من ألف برنامج خبيث وفيروس وحصان طروادة وغيرها من البرامج التي تسمح باختراق الأجهزة الإلكترونية والسيطرة عليها. وأضاف أن هذه البرامج استهدفت اجهزة هواتف آيفون وأخرى تعمل وفق نظام اندرويد (وهو النظام الذي ما زال دونالد ترامب يستخدمه) وكذلك مايكروسوفت وأجهزة سامسونغ التلفزيونية المرتبطة بالإنترنت، لتحويلها إلى أجهزة تنصت دون علم أصحابها.

كما اهتمت سي آي ايه بإمكانية التحكم بآليات النقل بفضل أجهزتها الإلكترونية.

وأشار الموقع إلى أن اختراق الهواتف الذكية يجيز لوكالة الاستخبارات المركزية الالتفاف على الحماية التي يؤمنها تشفير التطبيقات التي تحقق نجاحا مثل واتس آب وسيغنال وتلغرام وويبو وكونفايد، عبر التقاط الاتصالات قبل تشفيرها.

وأكد سنودن، مؤسس الموقع، أن الوثائق تبدو "أصلية"؛ لكنه رأى أن استغلال هذه الثغرات "ينم عن تهور (...) لأن أي قرصان معلوماتي يمكن أن يستخدم نقاط الضعف هذه التي رصدتها سي آي إيه لاختراق أي جهاز آيفون في العالم".

وانتقدت سيندي كون، المديرة العامة لمؤسسة الحدود الإلكترونية (الكترونيك فرونتير فاونديشن) وكالة الاستخبارات المركزية لأنها لم تساعد على سد الثغرات الأمنية في الأجهزة المستخدمة. وقالت إن "هذه التسريبات تدل على أننا أقل أمانا مع وكالة الاستخبارات المركزية عندما تقرر ترك الثغرات على حالها بدلا من إصلاحها".

وما يجعل هذه القضية أكثر إرباكا لوكالة الاستخبارات المركزية هو أنها كانت واحدة من الوكالات التي خلصت في تشرين الأول/اكتوبر الماضي إلى أن روسيا تدخلت في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عبر اختراق خوادم الحزب الديمقراطي ثم عبر نشر رسائل إلكترونية لمستشار قريب من هيلاري كلينتون على موقع ويكيليكس.

كما أن وكالة الاستخبارات الشهيرة هذه متهمة، كغيرها من وكالات الاستخبارات، بتسريب معلومات تفيد أن بعض المقربين من الرئيس دونالد ترامب أجروا اتصالات العام الماضي مع الاستخبارات الروسية.