ارتفاع نسبة التعصب الديني داخل الجيش الأمريكي

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 08.08.2018 00:00
آخر تحديث في 08.08.2018 11:47
الجنود الأمريكان وزعوا الأناجيل في افغانستان رويترز الجنود الأمريكان وزعوا الأناجيل في افغانستان (رويترز)

يشهد الجيش الأمريكي، منذ فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ازدياداً في نسبة التعصب الديني المسيحي لا سيما لدى طائفة الإنجيليين "تهديدا" للأمن القومي الأمريكي، وفقاً لرئيس "وقف حرية الأديان" في الجيش المحامي ميكي واينستاين.

جاء ذلك في لقاء أجرته وكالة الأناضول مع واينستاين ومع رئيس اتحاد الكنائس في فلوريدا، روسيل ماير، تطرّقا خلاله إلى انتهاك الحرية الدينية، ومحاولات الإنجيليين المتطرفين زيادة سلطتهم داخل الجيش الأمريكي.

وأوضح المحامي، واينستاين أن "وقف حرية الأديان" في الجيش يقدم خدمات الاستشارة للجنود في الجيش الأمريكي بكل أركانه. وأشار إلى أن عدد الطلبات التي تلقاها الوقف شهد زيادة بمعدل الضعف؛ اعتبارًا من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016، وحتى الآن.

ولفت إلى أن الجيش الأمريكي يقبع منذ مدة طويلة تحت سيطرة المسيحيين الأصوليين فهو يضم بعض الجماعات المتطرفة التي تعتقد بأن السيد المسيح يُعادي الإسلام والمسلمين.

ويقول واينستاين إن الأصوليين المتطرفين لم يقوموا بالانتشار داخل الجيش الأمريكي فحسب، بل قاموا بالتبشير أيضًا في أفغانستان عبر توزيع نسخ من الإنجيل على الجنود الأفغان، بعد ترجمتها إلى لغات محلية.

وأكد أن هذا الأمر يعد انتهاكا واضحا للمادة الأولى من النظام الداخلي لقيادة القوات البرية الأمريكية، التي تنص على "منع القيام بالبروباغندا الدينية"، ما أدى إلى إشكال داخل الجيش الأمريكي.

وذكر أن "وقف حرية الأديان" قد تأسس عام 2005 بعد ما تم الكشف عن حالات تقوّض حرية الأديان ضمن صفوف الجيش الأمريكي، وأن الوقف استقبل شكاوى من أكثر من 50 ألف جندي من الجيش، معظمهم من البروتستانت.

من جانبه، قال رئيس اتحاد كنائس فلوريدا، روسيل ماير، إن الجيش الأمريكي يُحرّم بشدة إعطاء الأولوية لأحد الأديان على حساب سواها وأن حالات تقويض حرية الأديان تُشكل انتهاكًا للدستور، والقوانين الفيدرالية، والقواعد العدلية للجنود الأمريكان.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تشهد تغيرًا ديموغرافيًا كبيرًا، وأنه بحلول عام 2050 ستزول الجماعات الدينية الكبرى حيث سيشكل مواليد عام 2000 أكثرية الشعب في تلك الفترة، وهم جيل يعاني من ضعف في الروابط الدينية بشكل عام.

وأوضح، أن هذه الأسباب دفعت الجماعات الدينية للسعي لتقوية أسس البروتستانية والإنجيلية في الولايات المتحدة، من خلال تكثيف أنشطتها الرامية لنشر الدين في عموم البلاد.
ولفت ماير إلى أن نظرية التجديد المسيحي التي أطلقها الفيلسوف الأمريكي روساس جو رشدوني، في الستينيات من القرن الماضي، أخذت تنتشر في الولايات المتحدة مجددًا في الوقت الراهن.

وأفاد أن عمر القوى السياسية التي تؤمن بهذه النظرية هو قصير نسبيًا، لأنها تسعى لخدمة مصالحها الشخصية بالدرجة الأولى، حتى لو كان على حساب أبنائها، والإنسانية بشكل عام، كما أنها تدعم التفرقة والانفصال.