كيف يمكن لظهور لقاح لكوفيد-19 أن يؤثر على نتائج الانتخابات الأمريكية

إسطنبول
نشر في 16.07.2020 12:34
آخر تحديث في 16.07.2020 13:02

أفادت شركة "مودرنا" للتكنولوجيا الحيوية يوم الثلاثاء أن النتائج المبكرة لاختبارات اللقاح التجريبي ضد كوفيد-19 كانت إيجابية، إذ أظهر جميع المرضى الـ 45 الذين تلقوا اللقاح "استجابة مناعية". ما يعني أن جهاز المناعة البشري صار قادراً على مهاجمة الفيروس داخل الجسم. فهل هذا الإعلان بداية نهاية الجائحة ؟ وماذا يعني بالنسبة لانتعاش الأسواق؟

منذ نشر هذه المقالة أظهرت العقود الآجلة في الأسواق المالية الأمريكية ارتفاعاً كبيراً يدل على أن المستثمرين يعتقدون أن لقاح شركة "مودرنا" واعد ومبشر. إذ لن يخش الناس بعد الآن الإصابة بالعدوى مع تطوير لقاح قوي ضد المرض، وهذا يعني أن جميع الاحتياطات المتخذة لتجنب انتشاره ستنتهي، وأن النهاية الحتمية لهذا الوباء قد حلت بتطوير اللقاح الذي سيصبح متاحاً على مستوى العالم في غضون أسابيع وسيعود كل شيء إلى حالته "الطبيعية" النسبية.

ولكن متى يتم ذلك؟ إذا كانت بيانات "مودرنا" صحيحةً، فقد يتم الأمر في غضون أشهر.

ويعني هذا الخبر الكثير بالنسبة للأسواق، فالصناعات التي عانت بشدة بسبب الفيروس المستجد، بما في ذلك السياحة والسفر، سوف تعود للانتعاش مرة أخرى وإن كان ذلك بطريقة مدروسة. وستعود شركات الطيران وشركات تأجير السيارات والمطاعم والفنادق للتنافس فيما بينها. وستعود الملاذات المالية الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة إلى التداول بيعاً وشراءاً. وقد يسمح هذا التعافي الجديد للاحتياطي الفيدرالي بالبدء في التفكير في خفض التضخم الهائل في ميزانيته الذي وصل إلى حدود تكاد لا تصدق.

أما بالنسبة للانتخابات الأمريكية فإن ظهور لقاح فعال يمنح كلا من الرئيس دونالد ترامب وجو بايدن أساليب فريدة للاستفادة من هذه الأخبار وتحويلها إلى فوز لحملاتهما. ويمكن لترامب إدارة هذا الأمر بقوله: "لقد انتهى الوباء، ويجب أن تتعافى ثقة المستهلك بسرعة، وسأقوم من أجل مساعدة البلاد للخروج من هذا الاضطراب، بإصدار شيكين تحفيزيين إضافيين بقيمة 2500 دولار لكل مواطن في شهري أغسطس وأكتوبر". ويحتاج بعد ذلك إلى التأكد من أن الخزانة يمكن أن تغطي ذلك بعد التعلم من أخطاء الشيكات الأولى. وإذا وصلت شيكات التحفيز هذه وبدأ الناس في الإنفاق في أواخر أغسطس، فهذا يعني انتعاشاً عاماً للاقتصاد. وستنخفض البطالة ويعود المستهلكون للإنفاق مرة أخرى.

وسوف يجعل الشيك الثاني في أكتوبر الناخبين يذهبون إلى مراكز الاقتراع حاملين أموالهم في جيوبهم ومتفائلين بمستقبلهم، ومقتنعين أن لا حاجة للتغيير وسيفوز ترامب في النهاية.

أما بايدن فيمكنه الفوز بطريقة واحدة فقط. أن يزداد الوباء سوءاً ويتمكن من سحب البساط من تحت أقدام ترامب. لكن هذا لا يكفي لأنه بعد أن فقد التقدميين لم يعد قادراً على خفض أعداد المصوتين لترامب وصار بحاجة إلى جعل اليسار صلباً وتعزيز الرعاية الصحية للجميع وتوفير الحد الأدنى من الدخل الأساسي وإطلاق المثل التقدمية الكافية لجعل الجمهوريين يصدقون رؤيته لأمريكا. وبدون هذه الخطوات، سيفوز ترامب بالتأكيد.