لا يزال الحديث عن "ثلاجة السيسي" يفرض نفسه على الشارع العربي، ما بين متهكم ومتندر على ما قاله السيسي في مؤتمر الشباب الذي انعقد الأسبوع الماضي في شرم الشيخ المصرية، حيث قال السيسي إنه قضى عشر سنوات دون أن يكون في ثلاجته أي شيء سوى الماء، ومتحدثاً عن البرودة في العلاقات المصرية-السعودية الذي عاد إلى الواجهة مجدداً بعد تهكم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والوزير السعودي السابق، إياد مدني، بتصريحات السيسي، وذلك في افتتاح فعاليات مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية في تونس بحضور الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ووزير التعليم المصري الهلالي الشربيني.
"وقال مدني خلال حديثه مخاطباً الرئيس التونسي "فخامة الرئيس السيد القائد الباجي السيسي رئيس الجمهورية التونسية... السبسي.. آسف (ضحك)، هذا خطأ فاحش أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس (ثم ضحك)."
وأبدت مصر اعتراضها على تهكم مدني، الذي أعلن اعتذاره موضحاً أنه كان يمزح ولم يقصد الإساءة.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان لها، السبت الماضي، إن "جمهورية مصر العربية رصدت الأسلوب المؤسف الذي أشار به أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إلى رئيس الجمهورية خلال افتتاح مؤتمر الإيسيسكو في تونس، وقد تم تكليف مندوب مصر لدى المنظمة بتقديم احتجاج على موقف أمينها العام."
وصعدت مصر من موقفها ضد مدني، لدرجة المطالبة بإقالته من منصبه.
وأمس الأحد قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن ما قاله مدني، بمنزلة "مساس بالقيادة المصرية، وبالشعب المصري أجمع."
وأشار شكري إلى أنه تم توجيه مذكرة احتجاج رسمية، طالبت مصر بتعميمها على أعضاء منظمة التعاون الإسلامي كافة، لتأكيد أن ما بدر من الأمين العام للمنظمة، يلقي بظلال من الشك على مهامه، وقدرته على إدارة المنظمة.
كما واصلت الحكومة المصرية تحركاتها واتصالاتها مع الدول الأعضاء بمجلس التعاون الإسلامي، للاتفاق على إطاحة مدني من منصبه كأمين عام للمنظمة.
وأبدى عدد من الدول الأعضاء اتفاقه مع الجانب المصري على إطاحة مدني، بعدما "أثبت عدم قدرته على تحمل المسؤولية، وإدلائه بتصريحات ستضر بالعلاقة بين الدول الأعضاء"، بحسب ما نشرته صحيفة "المصري اليوم" المصرية، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة.
وزعمت صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن مدني قدم استقالته بعد ضغوط من بعض الدول المؤثرة في المنظمة استجابة للضغوط المصرية، وهو ما نفته صحيفة "عكاظ" السعودية.
