الجيش اللبناني يبدأ حملة تطهير ضد داعش

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 08.08.2017 00:00
آخر تحديث في 08.08.2017 23:05
موقع مدفعية للجيش اللبناني AP موقع مدفعية للجيش اللبناني (AP)

بدأ الجيش اللبناني استعداداته الأخيرة لشن هجوم لطرد تنظيم داعش من الأراضي اللبنانية حيث يتمركز في زاوية نائية بالقرب من الحدود السورية.

وتشتمل الحملة العسكرية على تعاون مع مقاتلي حزب الله اللبناني وجيش النظام السوري عند الجانب الآخر من الحدود مع أن السلطات اللبنانية تصر على قولها بعدم وجود تنسيق مع سلطة بشار الأسد.

لكن الهجوم قد يكون مكلفا للجيش الذي تنقصه المعدات اللازمة علماً أنه يتلقى مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، كما يخاطر بتنشيط الخلايا النائمة لداعش في البلاد.

وقد بقي لبنان في منأى نوعاً ما عن الحروب والفوضى التي طالت العديد من دول المنطقة منذ اندلاع الربيع العربي عام 2011.

لكن لبنان لم يكن قادرا على تجنب التهديدات، بما في ذلك الاقتتال الطائفي والتفجيرات العشوائية للسيارات الملغمة خاصة عام 2014 عندما قام مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش من اجتياح المنطقة الحدودية وخطف جنود لبنانيين.

وتقول السلطات إن الوقت حان لشن هجوم شامل على المتطرفين. وتأتي هذه العملية في أعقاب هجوم عسكري شنه حزب الله اللبناني على مدى ستة أيام ما أجبر المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة على إخلاء المنطقة الواقعة على مشارف بلدة عرسال وخروج آلاف اللاجئين السوريين معهم إلى الشمال السوري.

وخلال الأيام القليلة الماضية قصفت مدفعية الجيش وقاذفات الصواريخ المناطق الجبلية على الحدود السورية - اللبنانية حيث مواقع داعش، استعدادا للهجوم.

وأفاد سكان منطقة البقاع شرق لبنان برؤية تعزيزات تصل يوميا إلى منطقة الهرمل شمالا للانضمام إلى المعركة؛ وكان أزيز طائرات بدون طيار يسمع على مدار الساعة.

ويقول خبراء إن أكثر من 3000 جندي، بينهم قوات خاصة من النخبة، في الطرف الشمالي الشرقي من لبنان للمشاركة في القتال.

ومن المرجح أن يستخدم الجيش أسلحة تلقاها من الولايات المتحدة، منها طائرات سيسنا التي تطلق صواريخ هيلفاير. وفضلت كل من بريطانيا والولايات المتحدة إمداد الجيش اللبناني بمروحيات وصواريخ مضادة للدبابات وبتدريب أيضا، بدلا من حزب الله المدعوم إيرانيا والأفضل عتادا.

وقالت السفارة الأمريكية إن الولايات المتحدة منحت لبنان ما يزيد على 1.4 مليار دولار على هيئة مساعدات أمنية منذ 2005. إلا أنه لا يتوقع أن يكون القتال سهلا ولا سريعا.

ووفق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق يوجد نحو 400 من مقاتلي داعش في الأراضي اللبنانية. وقال العميد الركن المتقاعد هشام جابر، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والأبحاث السياسية في بيروت "لن يكون الأمر نزهة. المعركة ربما تستمر عدة أسابيع".

ويقول سياسيون لبنانيون إن التنظيم يسيطر على مساحة 296 كيلومترا مربعا بين البلدين، منها 141 كيلومترا مربعا في لبنان.

تمتد المنطقة من الأراضي الوعرة من بلدة عرسال اللبنانية والقرى المسيحية في رأس بعلبك والقاع إلى ضواحي منطقة القلمون السورية وأجزاء من بلدة القصير السورية غربي سوريا التي استولى عليها حزب الله في 2013 بعد حصار ودمار.

وكان زعيم حزب الله حسن نصر الله أعلن في خطاب تلفزيوني يوم الجمعة الماضي أنه بمجرد شن الجيش اللبناني هجومه من الجانب اللبناني، سيبدأ حزب الله وجيش النظام السوري هجومهما من الجانب السوري. وأضاف أنه يجب التنسيق بين الجيشين السوري واللبناني في المعركة.

وقال نصر الله: "إذا فتحت الجبهة من الجهتين فهذا سيعجل بالانتصار وسيقلل الكلفة على الجميع"، مضيفا أن مقاتليه على الجانب اللبناني من الحدود هم تحت تصرف القوات اللبنانية إذا لزم الأمر.