في ذكرى "رابعة".. مصريون وعرب يتذكرون ضحايا المذبحة بينما تهاجمهم صحف الدولة

وكالة الأناضول للأنباء
القاهرة
نشر في 14.08.2017 00:00
آخر تحديث في 15.08.2017 00:51
في ذكرى رابعة.. مصريون وعرب يتذكرون ضحايا المذبحة بينما تهاجمهم صحف الدولة

"هجوم واتهامات" تصدرت صحف مصرية، اليوم الاثنين، على خلفية الذكرى الرابعة لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، في مقابل "احتفاء لافت" على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي 14 أغسطس/آب 2013، فضت قوات من الجيش والشرطة المصرية اعتصامي أنصار محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى.

وأسفرت العملية عن سقوط 632 قتيلا، منهم 8 من الشرطة، حسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" (حكومي)، في الوقت الذي قالت فيه منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى تجاوزت الألف.

واعتبرت صحيفة أخبار اليوم الحكومية أن فض رابعة هو "اليوم الوطني للقضاء على إرهاب الإخوان"، متهمة الاعتصام بإشاعة "الأكاذيب والتضليل" وأنه "تحول إلى بؤرة لتخزين الأسلحة وتعذيب وقتل المدنيين والشرطة".

بينما وصفت صحيفة "الأهرام" الحكومية، رابعة بأنها "منصة الإرهاب"، مشيرة إلى أن فض الاعتصام كان "بداية تثبيت الدولة".

وفي السياق ذاته، ذكرت "اليوم السابع" الخاصة، في صدر صفحتها الرئيسية، أن رابعة "خططت لحرق مصر (..) وترويع المصريين".

ونقلت تقارير صحفية مصرية عن استعدادات أمنية واسعة بالبلاد لتأمينها في الذكرى الرابعة لفض الاعتصام، دون إعلان من أنصار الاعتصام عن فعاليات بميادين مصر حتى الساعة 9:50 ت.غ.

في المقابل، وعلى منصتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، احتفى نشطاء بالذكرى الرابعة للمجزرة وسط دعوات للضحايا بالرحمة والمغفرة واتهامات للسلطات المصرية بـ"القتل وترويع المعتصمين وتشويهم"، وعدم فتح تحقيقات حتى الآن تخص حقوقهم، وفق ما اطلع عليه مراسل الأناضول.

وتساءل "أحمد البيلي" على صفحته بتويتر قائلا: "الذكرى الرابعة للمذبحة .. متى يقتص لأصحابها؟"، وعادة ما تقول السلطات المصرية إنها فضت الاعتصام بشكل قانوني.

بينما قصّ حساب آخر يحمل اسم "محمد صلاح الجبالي"، تفاصيل الـ "مذبحة" في رابعة، على يد الأمن المصري، قائلا : "نجت أجسادنا من القنص والحرق، فلم ننل الشهادة، وبقينا لنموت كل يوم لغياب القصاص العادل من القتلة"، مضيفا "لن نغفر ولن ننسَى".

ونقلت الناشطة المصرية ماهينور المصري، عبر صفحتها بـ"فيسبوك"، بعض أسماء لضحايا الاعتصام، قائلة : "هذه أسماء مصريين قتلوا..تتفق أو تختلف معهم لكن لا يوجد سلطة تقتل شعبها بهذه الفجاجة".

وقالت صفحة "قصة رابعة" المعنية بإحياء الذكرى سنويا لاسيما من 2014، إن "1104 ضحايا على الأقل ارتقوا منذ 4 سنوات قتلاً وحرقاً بدم بارد خلال 10 ساعات من القتل الهمجي، في واحدة من أبشع المذابح الإنسانية بحق معتصمين في العصر الحديث".

وانتشرت هاشتاغات مؤيدة للذكرى تحت عنوان "مذبحة رابعة"، و"رابعة قصة وطن"، و"المذبحة مستمرة".

بينما شهد أيضا موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، تدوينات تتحدث عن ما وصفته بـ"جرائم الاعتصام".

‏وقالت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان نشر في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين بصفحتها الرسمية فيسبوك إن "ما جرى في ميداني "رابعة" و"النهضة" كان أبشع مأساة"، مشيرة إلى أن أحداثها تتعرض لـ"تزييف".

ولم تفتح السلطات المصرية أي تحقيق في ضحايا فض الاعتصامين، وفق بيانات حقوقية ومعارضة سابقة، دون إبداء أسباب؛ بينما فتحت عشرات القضايا بالقاهرة والمحافظات بتهم بينها "القتل" و"العنف" بحق أنصار الاعتصام، وفق قانونيين مطلعين على القضايا تحدثت معهم الأناضول.