التحالف يعرقل قافلة مقاتلي داعش في سوريا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 31.08.2017 00:00
آخر تحديث في 31.08.2017 14:25
لبنانيون يحتفلون بالنصر مع عناصر من حزب الله الفرنسية لبنانيون يحتفلون "بالنصر" مع عناصر من حزب الله (الفرنسية)

بعد انتقادها شفهياً للاتفاق الذي عقده حزب الله اللبناني مع مقاتلين من داعش الذي يتضمن نقل هؤلاء من جرود لبنان إلى الداخل السوري وتحديداً إلى مدينة دير الزور، انتقلت الولايات المتحدة إلى الفعل فشنت أمس الأربعاء ضربتين جويتين لعرقلة تقدم الحافلات التي تقل المسلحين وعائلاتهم.

فقد انسحب مئات المقاتلين من تنظيم داعش الإرهابي الاثنين من منطقة الجرود الحدودية بين لبنان وسوريا، بناء على اتفاق مع حزب الله يتيح لهم الذهاب الى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور التي يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا بالقرب من الحدود مع العراق مما أثار غضب المسؤولين العراقيين من توجه المسلحين قريبا من حدودهم في حين سعى الأمين العام لحزب الله اللبناني إلى تهدئة المنتقدين بتبريرات مختلفة.

المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون قال إن الغارات الأولى استهدفت الطريق التي تقود من مدينة الحميمة السورية شرقا باتجاه البوكمال، موضحاً: "لمنع القافلة من التقدم شرقا، أحدثنا فجوة في الطريق ودمرنا جسرا صغيرا"؛

ثم عاد التحالف ونفذ غارات جديدة استهدفت "سيارات فردية ومقاتلين تم التعرف عليهم بوضوح باعتبارهم ينتمون إلى تنظيم داعش" وبدا أنهم يتقدمون باتجاه القافلة من البوكمال.

وأضاف "إذا واصلوا إرسال أشخاص على ذاك الطريق، فسنواصل ضربهم".

وقد أوقفت ضربات التحالف تقدم القافلة بالقرب من دير الزور بعد 48 ساعة من مغادرتها المنطقة الحدودية مع لبنان.

واضاف الكولونيل ديلون "أن تنظيم داعش يشكل تهديدا عالميا، ونقل الإرهابيين من مكان إلى آخر كي يتعامل معهم طرف آخر ليس حلا دائما".

* مدنيون ضمن القافلة:

وحتى أمس الاربعاء كانت الحافلات لا تزال متوقفة بالقرب من الحميمة. في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان انهم يبحثون عن طريق جديدة بعد ضربات التحالف.

وقال ديلون "إن التحالف يراقب حركة القافلة لحظة بلحظة. واستنادا إلى القوانين المتبعة في النزاعات المسلحة، فإنه سيتحرك ضد التنظيم في المكان والزمان المتاحين له". وقال إن آخر نقطة معروفة لهم كانت قرب الحميمة.

وردا على سؤال حول وجود عائلات في الحافلات، قال إن التحالف "يعرف بوجود مدنيين. نأخذ الأمر في الاعتبار (...) إذا توصلنا إلى ضربهم دون إصابة المدنيين، فسنفعل"، موضحا أنهم لم يقصفوا القافلة نفسها لعلمهم بوجود نساء وأطفال فيها.

ولم يصدر رد فعل عن حزب الله اللبناني أو نظام دمشق بعد على هذه الغارات.

وكان مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بريت ماكغورك انتقد الاتفاق قبيل تصريحات ديلون.

وغرد ماكغورك قال: "يجب قتل إرهابيي تنظيم داعش في الميدان وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية دون موافقة العراق".

* رد على الغضب العراقي:

ومساء الثلاثاء، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تعليقا على توجه مقاتلي داعش إلى البوكمال إن الأمر "مقلق جدا (...) وغير مقبول"، و"إساءة للشعب العراقي".

وقال "نحن حريصون على أمن العراقيين وأمن جيراننا (...) نحن لا نسعى إلى احتواء داعش، نسعى إلى القضاء عليه".

ومساء الأربعاء، في بادرة نادرة، أصدر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بيانا سعى فيه الى تهدئة الخواطر بقوله "إن المنطقة التي انتقلوا إليها هي خط الجبهة في البادية السورية التي يعرف الجميع أن جيش النظام السوري وحلفاءه يقاتلون فيها قتالاً شديداً منذ عدة أشهر (...) ومن ثم نحن ننقل هؤلاء المسلحين المهزومين من جبهة نحن نقاتل فيها إلى جبهة نحن نقاتل فيها". على حد قوله.

وأوضح أن "الاتفاق قضى بنقل عدد من مسلحي داعش وعائلاتهم من أرض سورية إلى أرض سورية أي من القلمون الغربي السوري إلى دير الزور السورية وليس من أرض لبنانية إلى أرض عراقية (...) إن الذين تم نقلهم ليسوا أعداداً كبيرة، وإن 310 من المسلحين المهزومين المنكسرين المستسلمين الفاقدين لإرادة القتال لن يغيروا شيئاً في معادلة المعركة في محافظة دير الزور التي يوجد فيها كما يقال عشرات الآلاف من المقاتلين".

وقال متوجها إلى المسؤولين العراقيين "نحن نعتز بمشاركة إخواننا المجاهدين العراقيين من فصائل المقاومة العراقية البطلة وقد قاتلنا وإياهم كتفاً إلى كتف وامتزجت دماؤنا في الكثير من مواقع القتال وما زال هؤلاء الأبطال العراقيون في نفس الخنادق يقاتلون ويغيرون المعادلات ونحن إذ نفتخر بهم، نقدر لهم حضورهم الدائم وتضحياتهم الكبيرة في الدفاع عن الأمة والمقدسات ونشكرهم على ذلك".