كيف رأت الأطراف اللبنانية زيارة بومبيو إلى بيروت؟

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 24.03.2019 14:14
كيف رأت الأطراف اللبنانية زيارة بومبيو إلى بيروت؟

انشغلت الأوساط السياسية في لبنان بتقييم خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته الأخيرة لبيروت والمنطقة ومدى انعكاسه عليهما.

وقال مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية(14 آذار) شارل جبور، ان بومبيو أراد توجيه رسالة حازمة ضد إيران وحزب الله، لكنه في المقابل وجه رسالة دعم للدولة اللبنانية وكأنه اراد القول ان المواجهة مع الحزب مفصولة عن دعم الدولة اللبنانية.

وأشار جبور، ان المقصود في الترجمة العملية لخطاب بومبيو هو عدم استخدام إيران وحزب الله لبنان للرد على العقوبات الامريكية الموجهة ضدهما.

ولفت الى ان بومبيو أراد أن يلتزم لبنان بسياسة النأي بالنفس المعلنة من قبله.

واوضح ان لبنان يستفيد من الدعم الأمريكي لتحصين سيادته واستقلاله.

وأكد أن أولوية واشنطن الان هي الحفاظ على استقرار لبنان، لذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه.

وشدد على ان التغير الوحيد بعد الزيارة هو ان ايران ستأخذ بعين الاعتبار ان لبنان مدعوم امريكيا بشكل كبير.

بدوره أكد المحلل السياسي جوني منير الذي تابع زيارة بومبيو ان المسؤولين اللبنانيين تفاجؤوا بالفرق بين ما قاله بومبيو في الغرف المغلقة وبين خطابه التصعيدي في مقر وزارة الخارجية ببيروت والذي كان معدا سلفا.

واوضح منير ان بومبيو اراد توجيه رسائل اكثر من نيته انتهاج سياسة جديدة.

واشار الى ان بومبيو لم يتحدث عن خطوات عملية لعودة النازحين السوريين ما يعني ان لا عودة قريبة لهم الى بلادهم، لافتا الى أن زيارة الرئيس اللبناني ميشيل عون المرتقبة الى روسيا الاسبوع المقبل تحمل عنوان عودة النازحين.

وقال منير ان بومبيو وجه رسائل الى الداخل الامريكي ووضع سقفاً لحزب الله لكي لا يعمل على اعادة النازحين، لكنه شدد على ان لا خطوات عملية ستظهر من الزيارة قريبا.

واعتبر أنه سيتم استثمار اسرائيلي للزيارة في الانتخابات المرتقبة خاصة أن بومبيو بارك قرار ترامب بخصوص الجولان السوري المحتل.

وأثناء وجود مايك بومبيو في إسرائيل أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "الوقت قد حان لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية إستراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي"، وهو ما عارضته الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا وعدد من الدول.

من جانبه رأى مصدر نيابي لبناني أن زيارة بومبيو الى لبنان اتسمت بالوضوح والحزم في المواقف خصوصا تجاه حزب الله.

ولفت المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب شخصية الى أن لقاءات الوزير الاميركي ركزت على عدة مواضيع ولم تتناول موضوعاً واحداً.

وشدد المصدر على أن محاور المناقشات تركزت على نقاط أساسية أبرزها نفوذ حزب الله والموقف الأميركي من تمدده والنفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة وضرورة وضع حدّ له.

وكذلك ركزت لقاءات بومبيو، وفق المصدر ذاته على الجنوب اللبناني المحاذي لإسرائيل وضرورة الحفاظ على الأمن فيه وعدم السماح لـ"حزب الله" بخرق القرار الدولي 1701 الذي أُقر بعد انتهاء حرب تموز 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، وأيضا ضرورة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وإيجاد حلّ للخلاف الحدودي.

كما أن أزمة النازحين السوريين وتداعياتها على لبنان وضرورة إيجاد حلّ لها ودعم الحكومة اللبنانية وضرورة قيامها بالإصلاحات الضرورية اللازمة هي ما ركز عليه بومبيو أيضا، بحسب نفس المصدر.

ولفت المصدر إلى أن زيارة بومبيو تشير إلى التأكيد الامريكي على استمرار دعم واشنطن للجيش اللبناني والأجهزة الشرعية، لانها الجهة الشرعية الوحيدة المخولة الدفاع عن لبنان.

وأوضح المصدر أن وزير الخارجية الامريكي كان حاسماً في موقفه من "حزب الله" وتمدد نفوذه، وقد ظهر هذا علناً في الكلمة التي أدلى بها من الخارجية اللبنانية.

ولفت إلى أن المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون قد طالبوا خلال لقائهم بومبيو بعودة النازحين السوريين سريعاً لأن لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعبائهم.

وإضافة الى النازحين فقد كرر المسؤولون، وفق المصدر النيابي، سواء عون أو وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري موقفهم من أن "حزب الله" لبناني ولديه نواب في مجلس النواب ويشارك في الحكومة، في إشارة إلى رفض القرار الامريكي الأخير إدراج الحزب على لوائح الإرهاب.

ورأى المصدر ان المواقف اللبنانية لم تؤثر على النبرة الامريكية حيث هاجم بومبيو "حزب الله" بشراسة واعتبر أنه "يقتل آمال اللبنانيين".

وتوقع المصدر النيابي أن يكون هناك تداعيات لما بعد زيارة بومبيو وخصوصاً في مسألة ترسيم الحدود البحرية وحزب الله والنازحين.

وكان بومبيو قد وصل الجمعة الى بيروت والتقى المسؤولين اللبنانيين وذلك ضمن جولة بدأت في 19 مارس/ آذار الجاري وشملت الكويت وإسرائيل.

وتأتي زيارة بومبيو وسط انقسام لبناني على الدور الأمريكي في لبنان والمنطقة.

وشهد لبنان منذ عام تقريباً نزاعاً حول الحدود البحرية مع إسرائيل لم يحل بعد، كما أن هناك تهديدات إسرائيلية دائمة بضرب "حزب الله" والقيام بحرب قد تدمر لبنان.