وزارة الجيوش الفرنسية تقر بملكيتها لصواريخ عثر عليها في موقع تابع لحفتر

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 10.07.2019 16:44
صواريخ جافلين الأميركية الصنع التي عثر عليها في قاعدة غريان AP صواريخ جافلين الأميركية الصنع التي عثر عليها في قاعدة غريان (AP)

أثار عثور قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على صواريخ تعود ملكيتها لفرنسا في قاعدة تابعة للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، التساؤلات عن دور باريس الحقيقي في النزاع.

وقد أقرت وزارة الجيوش الفرنسية الأربعاء أن صواريخ جافلين الأميركية الصنع، التي عثر عليها في قاعدة غريان على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب طرابلس "تعود في الواقع للجيش الفرنسي الذي اشتراها من الولايات المتحدة"، مؤكدة معلومات كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء.

لكنها نفت أن تكون قد قامت بتسليمها لحفتر في شرق ليبيا أو خرقت الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، موضحة أنها غير صالحة للاستعمال.

ويخشى أن تؤجج هذه القضية مجدداً الشكوك بشأن تقديم فرنسا الدعم لمعسكر حفتر الذي دأبت على نفيه.

وكانت الصحيفة الأميركية ذكر أن قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني عثرت على أربعة صواريخ مضادة للدبابات في نهاية حزيران/يونيو في قاعدة لحفتر تمت استعادتها منه خلال المعارك الجارية مع الميليشيا التابعة له منذ الهجوم الذي شنه للسيطرة على طرابلس في بداية نيسان/ابريل.

وقالت الوزارة الفرنسية إن "هذه الأسلحة كانت تهدف إلى توفير الحماية الذاتية لوحدة فرنسية نشرت لغرض استطلاعي في إطار مكافحة الإرهاب".

وبذلك اضطرت الوزارة الفرنسية إلى تأكيد نشر تلك القوة بينما لا تتطرق باريس عادة إلى العمليات التي تشارك فيها قواتها الخاصة وعناصر استخباراتها.

وأكدت باريس أنه تم تخزين هذه الذخيرة "التالفة وغير الصالحة للاستخدام مؤقتًا في مستودع بهدف تدميرها" و"لم يتم تسليمها لقوات محلية". وبذلك نفت باريس تسليمها إلى جماعات حفتر لكنها لم توضح كيف انتهت في تلك القاعدة، في أيدي تلك الميليشيا.

وأكدت وزارة الجيوش الفرنسية أن هذه الأسلحة كانت "في حوزة قواتنا من أجل سلامتها" و"لم يكن مطروحاً بيعها أو تسليمها أو إعارتها أو نقلها لأي كان في ليبيا"، لكنها لم تشرح لماذا لم يتم تدمير هذه الذخيرة بسرعة بدلاً من تخزينها في بلد في حالة حرب.

واستولت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة عندما سيطرت على قاعدة غريان على سلسلة من الأسلحة الحديثة التي عرضت على الصحافة: ثلاثة صواريخ من طراز جافلين مضادة للدبابات وسبع قذائف مدفعية نورينكو جي بي 6 موجهة بالليزر صينية الصنع.

بينما فتحت واشنطن تحقيقًا لمعرفة كيف وصلت هذه الصواريخ الأميركية إلى بلد يخضع نظريًا لحظر صارم للأسلحة منذ عام 2011.

تدفق الأسلحة :

عندما ضبطت هذه الأسلحة ساد الاعتقاد بأن ملكيتها تعود للإمارات التي نفت الأمر بشدة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن وزارة الخارجية الأميركية خلصت مؤخرًا إلى أن صواريخ جافلين "بيعت في الأصل إلى فرنسا"، معتمدة بشكل خاص على "أرقامها التسلسلية".

اشترت باريس نحو 260 صاروخ جافلين من الولايات المتحدة في 2010، وفقا لوكالة الأمن والتعاون الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

وأقرت فرنسا بتزويد حفتر بمعلومات استطلاعية، لكنها نفت أي دعم عسكري له في هجومه على طرابلس.

في عام 2016، قُتل ثلاثة جنود فرنسيين خلال مهمة استخباراتية في شرق ليبيا. وعلى الرغم من الحظر، تم الإبلاغ عن وصول شحنات أسلحة من كافة الجهات خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى ليبيا، الأمر الذي يهدد بحرب بالوكالة بين القوى الإقليمية.

ويحقق خبراء الأمم المتحدة في تورط عسكري محتمل لدولة الإمارات العربية المتحدة في ليبيا بعد إطلاق صواريخ "بلو أرو" الجوية في شهر أبريل من طائرات من طراز وينغ لونغ مسيَّرة صينية الصنع يُجهز بها الجيش الإماراتي.