السيطرة على حريق اندلع في أكبر غابة صنوبر بري في لبنان والشرق الأوسط

وكالة الأنباء الفرنسية
الضنية
نشر في 08.06.2022 18:46
مروحية للجيش اللبناني تساهم في مكافحة الحرائق الفرنسية مروحية للجيش اللبناني تساهم في مكافحة الحرائق (الفرنسية)

يكافح عناصر الدفاع المدني بمؤازرة مروحيات من الجيش لإخماد حريق في شمال لبنان اندلع في أكبر غابة للصنوبر البري في البلاد والمنطقة.

وأعلنت قيادة الجيش في تغريدة أن "طوافات تابعة للجيش اللبناني تؤازرها وحدات عسكرية تساهم في عمليات اخماد الحريق الذي اندلع الليلة الماضية في غابات بطرماز- الضنية للحؤول دون تمدده".

بعد ساعات من الجهود المضنية، قال وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين لوكالة فرانس برس عصر الأربعاء إن النيران "باتت قيد السيطرة، لكن الوضع يبقى تحت المراقبة لتفادي تجدّد الحريق".

وشاهد مصورو فرانس برس مروحيتين للجيش عملتا طيلة النهار على ملء خزاناتهما من بركة سباحة اصطناعية تولى الدفاع المدني تزويدها بالمياه، قبل التوجه لإخماد النيران ومن ثم تبريد الموقع.

وقال حمد حمدان من عناصر الدفاع المدني في المكان لفرانس برس "عند انتهاء عمليات التبريد، سننتقل سيراً على الأقدام إلى داخل الغابة ومعنا مرشات مياه ومعاول لنتأكد من السيطرة التامة على الحريق".

حال الضباب دون مشاركة المروحيات في إخماد الحريق الثلاثاء. فيما عمل متطوعون من أبناء المنطقة على مكافحة النيران بالمعاول ووسائل بدائية بسبب وعورة الموقع المعروف بكثافة أشجاره.

ولم يستبعد ياسين، الذي توجّه صباح الأربعاء الى المكان، أن يكون الحريق مفتعلاً، مشيراً الى تحقيقات تجريها القوى الأمنية بهذا الصدد.

وأظهرت صور نشرها ياسين وناشطون بيئيون على مواقع التواصل الاجتماعي تصاعد سحب الدخان بعد ظهر الثلاثاء من ثلاث نقاط داخل الغابة، قبل اندلاع النيران بكثافة.

وقال ياسين "من غير المستبعد أن يكون الحريق مفتعلاً كما يظهر في الصورة التي التقطت قبل غروب الشمس"، مطالباً "القوى الأمنية التحرك والقضاء بالتشدد بعقوبة من يفتعل الحرائق".

وأعرب ناشطون عن خشيتهم من قضاء النيران على مساحات حرجية واسعة مع قرب موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً مع تهافت المواطنين في المناطق الريفية على جمع الحطب لموسم الشتاء مع ارتفاع اسعار المحروقات التي تُستخدم في التدفئة.

وكتب الناشط البيئي بول أبي راشد على فيسبوك الثلاثاء "أكبر غابة صنوبر بري في الشرق الأوسط تحترق الآن".

ويشهد لبنان سنوياً اندلاع حرائق في غاباته، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، التهمت حرائق ضخمة مساحات حرجية واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم وسط عجز السلطات التي تلقت دعماً من دول عدة لإخمادها، ما اعتبره اللبنانيون حينذاك، دليلاً إضافياً على إهمال وعدم كفاءة السلطات.

أثارت تلك الحرائق غضباً واسعاً حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 تشرين الأول/اكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية.