مزارعو إدلب يجنون الزيتون تحت نيران نظام الأسد

وكالة الأناضول للأنباء
إدلب
نشر في 09.11.2022 14:12
مزارعو محافظة إدلب السورية أثناء جني محصول الزيتون الأناضول مزارعو محافظة إدلب السورية أثناء جني محصول الزيتون (الأناضول)

تحت نيران النظام السوري، بدأ مزارعو محافظة إدلب السورية بجني محصول الزيتون، رغم المخاطر التي تحيط بهم إثر القصف الذي يستهدفهم بين الحين والآخر.

ولم يجد المزارعون خيار إلا الذهاب إلى الحقول، لأن الزيتون مورد رزقهم الوحيد.

وفي إدلب الواقعة شمال غرب، يوجد 128 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، ويقع قسم منها في ريف إدلب الجنوبي قرب خطوط الجبهة بين فصائل المعارضة وقوات نظام الأسد وحلفائه.

وأشجار الزيتون من موارد الدخل الأساسية في ريف إدلب، إلا أن الظروف الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة وارتفاع أسعار الوقود والنقل أثرت بشكل سلبي على المزارعين.

ويتوقع المزارعون زيادة في محصول الزيتون هذا العام بالمقارنة مع العام الفائت، ويعولون على السلطات المحلية لمساعدتهم في تسويق محصولهم.

من جهته قال المزارع حسين خالد الذي يمتلك أشجار زيتون قرب خط الجبهة، إنهم شرعوا بجني أشجار الزيتون، مشيراً أن المحصول هذا العام أفضل من العام الماضي.

وقال خالد إنهم يجنون بين 10 إلى 16 كيلو غرام من الزيتون في الشجرة الواحدة، لافتا إلى أن "العمل هنا خطر للغاية، حيث تطلق الدبابات التابعة لنظام الأسد نيرانها على الحقول ما يجبر المزارعين على الاختباء ثم العودة إلى جني الزيتون بعد توقف إطلاق القذائف".

وذكر أن ابن اخيه نجا في وقت سابق من الموت في اللحظة الأخيرة خلال عمله في الحقل، في إشارة إلى مدى خطورة العمل في تلك الحقول.

من جانبه قال المزارع محمد الحميد إنهم يتعرضون لقصف وإطلاق نيران خلال عملهم في جني محصول الزيتون، مشيراً أن الطائرات المسيرة لا تكاد تفارق سماء المنطقة.

وأوضح الحميد، أن "حمل أشجار الزيتون هذا العام جيد، وهو ضعف العام السابق، إلا أنهم يعانون من ارتفاع المصاريف اللوجستية".

وتشتهر محافظة إدلب بأشجار الزيتون وتحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأشجار، وبسبب وفرة أشجار الزيتون دائمة الخضرة فيها يطلق على المحافظة اسم إدلب الخضراء.

** الوضع في إدلب

وفي سبتمبر/ أيلول 2018، توصلت أنقرة وموسكو إلى اتفاق حول مذكرة تفاهم إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار في إدلب المشمولة باتفاق مناطق خفض التصعيد بين تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017، إلا أن النظام كثف هجماته على المنطقة في 2019.

وفي 5 مايو/ أيار 2020 توصلت موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن قوات النظام تقوم بخرق الاتفاق بين الحين والآخر.

وبين 2017 و2020، وصل عدد الفارين من هجمات النظام السوري إلى مليوني مدني نزحوا إلى الأماكن القريبة من الحدود التركية.