بحماية من النظام السوري.. أكبر عملية سرقة عقارية لبيوت السوريين

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 26.04.2023 09:40
آخر تحديث في 26.04.2023 09:41
عسكري سوري في مدينة جوبر بعد استيلاء النظام عليها. 2 أبريل 2018 الفرنسية عسكري سوري في مدينة جوبر بعد استيلاء النظام عليها. 2 أبريل 2018 (الفرنسية)

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحقيقا استقصائيا أعدته بالتعاون منظمة "اليوم التالي" المدنية والوحدة السورية للصحافة الاستقصائية سراج SIRAJ، كشفت فيه عن أكبر "عملية سرقة عقارية" يقوم بها النظام السوري.

وأشار التقرير أن عملية الاستيلاء على منازل اللاجئين من أكبر المشاكل أمام عودة اللاجئين إلى منازلهم.

ويقوم مزورون بحسب التحقيق باستغلال "غياب الملاّك الحقيقيين، وطول فترات التقاضي في حال وصلت قضايا التزوير الى المحاكم" ومن خبرة الشبكات بالتزوير وتعاونها مع محامين وكتّاب عدل وموظفين وأصحاب مكاتب عقارية.

واتهم التحقيق "رجال أمن أو من لهم صلات أمنية أو ضباطاً وعسكريين، ومنهم منتسبون إلى قوات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد".

وتطرق التحقيق لتصريحات رئيس فرع نقابة المحامين في ريف دمشق، محمد أسامة برهان، في آب/ أغسطس الماضي، عن ضبط عدد من المحامين زوّروا الوكالات لبيع العقارات، إضافة إلى تزويرهم الوكالات الشرعية، وخصوصاً لأشخاص يقيمون خارج البلاد.

وكذلك لتصريحات نقيب المحامين السوريين السابق نزار السكيف حول مصير المحامين الذين يقدمون على عمليات التزوير، حيث كشف أنّ عدد المحامين انخفض من 28 ألف محام إلى 25 ألفاً نتيجة فصل عدد كبير منهم بسبب تصرفات "لا تليق بمهنة المحامين من بينها التزوير".

وأورد التحقيق العديد من شهادات السوريين الذين تم الاستيلاء على منازلهم، مثل "عبد الله" بسبب لجوئهم خارج البلاد، وعدم قدرتهم على استرداد منازلهم عن طريق القضاء.

ويرفض عبد الله العودة إلى سوريا طالما النظام السوري الحالي موجود في السلطة، لأنه مطلوب أمنيا.

أما إيمان فتروي أنها عادت من تركيا إلى سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، لزيارة عائلتها وللاطلاع على منزلها، لتكتشف أنّ المستأجر بات يملك منزلها ولديه إثبات ملكية باسمه.

وتقول: "لقد صدمني… قال لي: أنت بعتِ لي البيت بناء على وكالة من اسطنبول باسمك".

وبحسب التحقيق، يربط المحامي عبد الناصر حوشان، عضو تجمع للمحامين السوريين، عمليات التزوير بشبكات وأفراد مرتبطين بالفرقة الرابعة، "فهي الذراع الاقتصادي والأمني والبوابة للاستيلاء على كثير من المشاريع الاقتصادية".

ويفصل التحقيق في حالات الاستيلاء على منازل السوريين، من تغيير اسم المالك في السجل العقاري، ثم يتم تغيير اسم المالك الحقيقي، وبعدها يتم استخراج بيان قيد عقاري أو سند تمليك.

وكذلك تزوير هويات الضحايا، والتهديد بقوة السلاح وانتشار الفساد الذي يفتح الباب على مصراعيه لعمليات التزوير.

وعانت سوريا من أكبر أزمات النزوح واللجوء، في العالم مع نزوح أكثر من 13 مليون شخص إما خارج البلاد أو داخل حدودها بسبب الحرب، حسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.