"خيمة البنا".. نازح في غزة يشحن الهواتف بالطاقة الشمسية

وكالة الأناضول للأنباء
غزة
نشر في 18.01.2024 15:38
آخر تحديث في 18.01.2024 15:43
النازح الفلسطيني محمود البنا يفتتح مشروعاً صغيراً لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لشحن هواتف النازحين من الألواح الشمسية يقيم في مخيم مستحدث بمدينة رفح جنوب قطاع غزة صورة: الأناضول النازح الفلسطيني محمود البنا يفتتح مشروعاً صغيراً لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة لشحن هواتف النازحين من الألواح الشمسية يقيم في مخيم مستحدث بمدينة رفح جنوب قطاع غزة (صورة: الأناضول)

افتتح النازح الفلسطيني محمود البنا، الذي يقيم في مخيم مستحدث بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، مشروعاً صغيراً لتخفيف أزمة الكهرباء وتوفير الطاقة اللازمة لشحن هواتف النازحين.

وثبت "البنا" ألواح طاقة شمسية فوق خيمة صغيرة، ووفر داخلها عدداً من البطاريات المُخزنة للطاقة وأدوات ومستلزمات كهربائية تساهم في شحن أكبر عدد من هواتف النازحين.

ويأتي المشروع في وقت يقضي فيه النازح ساعات طويلة لشحن هاتفه كي يتمكن من التواصل مع ذويه، الذين يعيشون في مراكز ومناطق نزوح أخرى.

وكان النازح يضطر قبل افتتاح هذا المشروع للتوجه إلى مراكز الإيواء (المدارس) أو المساجد أو المحال التجارية التي تتيح شحن الهواتف (بمقابل مادي)، والانتظار في طوابير طويلة من أجل الحصول على هاتف ممتلئ بالطاقة.

وإلى جانب ذلك، يضطر أحياناً إلى قطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام وسط ضجيج انفجارات الغارات الإسرائيلية، للوصول إلى المكان الذي تتوفر فيه الطاقة.

ورصدت عدسة وكالة الأناضول، إقبالاً على "خيمة البنا"، من النازحين الراغبين بشحن هواتفهم المحمولة، حيث تمتلئ الكوابل الكهربائية بأسلاك الشحن الموصولة بالهواتف.

وقال البنا إنه كان يعمل في مجال شبكات الإنترنت، الأمر الذي أتاح له توفير ألواح طاقة شمسية قبل اندلاع الحرب.

وأضاف: "للتخفيف من أعباء الناس، قررت افتتاح هذا المشروع الصغير الذي يوفر لهم الطاقة لشحن الهواتف أو البطاريات التي تستخدم لأغراض الشحن والإنارة".

وأوضح أنه اختار أكثر منطقة مكتظة بخيام النازحين وافتتح فيها هذا المشروع للتخفيف عنهم.

وأردف: "في هذه المخيمات لا يوجد كهرباء ولا أي ملمح من ملامح الحياة".

وأشار إلى أن تكلفة شحن الهواتف تتراوح بين (1-2 شواكل)، فيما تتراوح تكلفة شحن البطاريات بين (4-6 شواكل) وذلك بحسب حجمها (الدولار الواحد يعادل 3.80 شيكلا).

وإلى جانب ذلك، فإن هذا المشروع يوفر مصدر دخل للبنا وعائلته، بعد أن فقد مهنته بفعل الحرب.

وفقد مئات الآلاف من سكان قطاع غزة مهنهم بفعل الحرب، بحيث افتتح القليل منهم مشاريع اقتصادية صغيرة لتوفير مصدر للدخل.

فيما يعيش البعض الآخر على المساعدات الشحيحة التي تدخل القطاع، وسط تحذيرات حقوقية محلية ودولية وأممية من اقتراب القطاع من "المجاعة".

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.

وسمحت إسرائيل في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، بدخول كميات شحيحة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح، ضمن هدنة استمرت أسبوع بين الفصائل بغزة وإسرائيل، تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية أمريكية، تخللتها صفقة تبادل أسرى.

وكان القطاع يستقبل يوميا نحو 600 شاحنة من الاحتياجات الصحية والإنسانية، قبل الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، إلا أن العدد تدنى إلى نحو 100 شاحنة يوميا في أفضل الظروف.