الثقب الأسود وإسرائيل!

جري سالم الجري @jerisaljeri_
إسطنبول
نشر في 21.04.2019 13:42
آخر تحديث في 22.04.2019 05:51
الثقب الأسود وإسرائيل!

الثقب الأسود هو خرم بنسيج الفضاء...ولكن لأجل لذة زيادة التعقيد، نسيج الفضاء هو مثل أرضية المسرح بالضبط ولكنها أرضية ثلاثية الأبعاد. كما انها أرضية من الزمكان، بمعنى الزمان والمكان. فكما لو انك احدثت ثقباً في أرضية المسرح ستجد الممثلين يسقطون داخلها، وأما الثقب الأسود الفضائي فهو فتحة قد تجدها على يمينك او شمالك او فوقك او تحتك لتهوي بك إلى عدمية الزمان والمكان. و لكن ما دخل إسرائيل بالموضوع؟

بادئ ذي بدئ، لنتذكر ان من ساعد العلماء في فهم الثقب الأسود هو المرشح لرئاسة إسرائيل ألبرت آينشتاين، الذي رفض ذلك، و اكتفى بالتدريس في الجامعة بأمريكا؛ حيث وصفه التلاميذ بالمعلم السيئ، لأنه كان ينظر نظريات جديدة حين الشرح، وكان يسأل التلاميذ ويسرح معهم...ولنا أن نسأل، ماذا لو سقط أحدنا بالثقب الأسود؟ "سيتلاشى" ولكن ما بعد ذلك؟ سيعود تكرير كل الطاقة الذرية المكنونة بجزيئاته لتكون جزءاً من لبنة الكون، فهذا ماتفعله الثقوب السوداء بكل المجرات !

كما بدأنا قولنا عن الثقب الأسود إنه خرم بنسيج الفضاء، فكما لو ترمي كرة بولنغ في وسط النطاطية التي ينط عليها الأطفال ويلعبون، ستجد ان نسيج النطاطية صار مخروطيا بسبب ثقل كرة البولنغ التي ألقيتها بوسط النطاطية، ولو تقذف كرات القدم والطائرة والغولف حواليها؛ فستجدها كلها تتخذ مسارات تدور فيها بشكل لولبي تكون فيها أفلاكا، لكي تصل بالنهاية إلى المركز، فبحكم ضخامة وزن كرة البولنغ أصبحت هي بمثابة الشمس والباقي صاروا كمثل الكواكب والاقمار الذي يدورون حولها بحكم خفة اوزانهم...أما كثافة الثقب الأسود فيها تعادل كثافة كوكب الأرض لو تم كبسه بقطر كرة صغيرة جدا بحجم1.8سم، فكيف ستكون هذه الكثافة بالواقع؟!

جنونية كثافة الثقب الأسود تمنحه قوة شفط ليبتلع كل النيازك والأقمار والكويكبات والكواكب والشموس والمجرات التي تحوي مئات الكواكب و مئات الشموس، وكل هذا لينقلهم إلى عدم اللازمان و اللامكان!

ومن شدة قوة الشفط، لا يستطيع حتى الضوء النفاذ داخل الثقب، ففور ملامسة الضوء للثقب يتمزق للعدم. لذلك اسموه الثقب الأسود، فهو مستحيل الرؤية...لذلك هو الخانس الذي لا يدركه أحد وهو يتقدم إليه، وهو كذلك الذي يجري ويكنس الفضاء، كما قال الله عز وجل ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ).

منذ أسابيع تحطمت مركبة إسرائيل الفضائية على سطح القمر تزامنا مع ما حققه العلماء من ما يكون اشبه بالمعجزة ألا وهي تصوير الثقب الاسود لأول مرة بالتاريخ. السؤال هنا، متى ستستخدم إسرائيل الثقب الأسود للتخلص منا؟ أم لن يحتاجوا ذلك لتفرغنا الكامل على توافه الأمور، فحتى لو لم نتقاتل كعرب بمواضيع الحاضر، سنجتر مشاكل الماضي. الأمم بحروب النجوم يتقاتلون و بسباقات الفضاء يفوزون، و نحن لانزال متأخرين رغم اننا اغنى منهم.