ثورة طبية جديدة عبر "الاستماع إلى البكتيريا" وتشخيص الالتهاب في غضون 30 ثانية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 10.07.2019 12:49
ثورة طبية جديدة عبر الاستماع إلى البكتيريا وتشخيص الالتهاب في غضون 30 ثانية

قد تستغرق الاختبارات الطبية الاعتيادية أياماً لإجرائها، مثل أخذ مسحة من الجزء الخلفي من الحلق، وتحضير عينة مجهرية ودراستها بالطرق الروتينية بهدف الوصول إلى التشخيص. بعد ذلك يقوم الأطباء بوصف المضادات الحيوية في وقت مبكر، أي قبل أن يتمكن الجسم من تشكيل مناعته الذاتية أو الحصول على أجسام مضادة للبكتيريا، مما يؤجج مقاومة الأدوية التي توصف بأنها واحدة من أكبر الأخطار التي تهدد الصحة العالمية.

لكن الاختبارات المخبرية التشخيصية تتعرض على ما يبدو لثورة حقيقية، إذ يتم العمل حالياً على تطوير أداةً ثورية يمكنها "الاستماع إلى تواصل البكتيريا" فيما بينها ما من شأنه أن يحد من مقاومة البكتيريا تجاه المضادات الحيوية، ووصف المضاد الحيوي المناسب تماماً.

الاكتشاف، الذي لا يزال قيد الدراسة، يمكن استخدامه لتشخيص أطيافاً واسعة من البكتيريا، تتنوع تأثيراتها السامة من عدوى المسالك البولية إلى التهابات الرئة لدى مرضى التليف الكيسي.

ويعمل هذا الاختبار عن طريق ترجمة "المحادثات" التي تقوم بها البكتيريا قبل أن تستعمر وتهاجم الجسم البشري، وتصبح مهددة للحياة.

الدكتورة "فاطمة الزهراء الأطراكتشي"، مؤسسة شركة التشخيص المبكر "بري دياغنوز"، قالت إن التكنولوجيا الجديدة المستخدمة في الاختبار قادرة على التعرف على البكتيريا وإجراء التشخيص في غضون 30 ثانية. وتأمل أن يسمح ذلك للأطباء بوصف أدوية محددة على الفور، مما يقلل من استخدام العلاجات الشاملة أو التخمين.

وأضافت الدكتورة "الأطراكتشي" التي تطور هذا الاختبار: "أعتقد أنه سيكون اكتشافاً ثورياً في عالم التشخيص الجرثومي. يمكن وصف العلاج المحدد تماماً للمرض، بناءاً على العينات المأخوذة من نقطة الإصابة. هناك مضادات حيوية تغطي طيف واسع من الجراثيم، ولكنها ليست محددة للغاية. هذه مضيعة هائلة للموارد. الفرضية هي أنه إذا علمنا بالضبط نوع البكتيريا، يمكننا استخدام العلاج المحدد وبالتالي تقليل كمية المضادات الحيوية المستخدمة بشكل شمولي لكل مريض".

لقد تبين من خلال الدراسات المكثفة، أن البكتيريا تتواصل مع بعضها عن طريق إفراز الجزيئات. عندما يكون هناك تراكم كبير لهذه الجزيئات، فهذا يشير إلى أن البكتيريا ليست بمفردها. وأشارت الدكتورة إلى إن أعداد البكتيريا بتواصلها مع بعضها بعضاَ، يقرّون بوجود فرصة لمهاجمة الجسم، وبدء العمل عندما يكون هناك عتبة عالية بما يكفي.

وقالت: "عندما تنتج البكتيريا سمّاً فردياً، فلن يكون له أي تأثير. لكن عندما يكون هناك أعداد كبيرة منها، فإنه يمكنها بعد ذلك مزامنة سلوكها وإنشاء تأثير مرضي على جسمك. لقد اكتشفت محادثات البكتيريا في أكثر من نصف المرضى حيث عادت الاختبارات التشخيصية التقليدية بنتائج سلبية. وذلك لأن الاختبارات التشخيصية التقليدية لا يمكن أن تسمع ما نسميه بهمسات البكتيريا، تلك التي يجب اكتشافها بسرعة قبل أن تتطور من العدوى البسيطة إلى العدوى المهددة".

مع وجود آلاف من محادثات الكائنات الحية الدقيقة لفهمها، لا يزال أمام البحث طريق طويل. إلا أن الدكتورة الأطراكتشي تأمل أن التشخيص الجديد سيكون أشبه بأخذ قطرة صغيرة من الدم مثل اختبار الغلوكوز في مرض السكري، ووضع القطرة على جهاز استشعار، وستظهر نتيجة التشخيص مباشرة في غضون 30 ثانية.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت في تحذير صارخ إن مقاومة المضادات الحيوية ترتفع إلى مستويات عالية بشكل خطير في جميع أنحاء العالم، بسبب سوء الاستخدام والوصف الزائد، وأنه أصبح من الصعب علاج عدد متزايد من الالتهابات، مثل الالتهاب الرئوي والسل والسيلان والسلمونيلا، حيث تصبح المضادات الحيوية المستخدمة لعلاجها أقل فعالية.