كيف يساهم الذكاء الصناعي في تحسين مذاق الطعام والحصول على نكهات جديدة ؟

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 24.07.2019 12:10
آخر تحديث في 24.07.2019 20:09
أرشيفية أرشيفية

إذا كنت من عشاق وصفات الطعام المثالية، أو مغامراً في تجريب نكهات مختلفة منه، فإن صناعة الاغذية القائمة على الذكاء الصناعي ستساعدك في تجربتك الجديدة لأنها تعمل الآن بشكل حثيث لفهم ديناميات النكهة والرائحة والعوامل الأخرى التي تؤدي إلى نجاح المنتج الغذائي بشكل أفضل.

دخلت شركة "آي بي إم" الأمريكية ، في هذا العام، قطاع الأغذية بشكل مفاجئ، بشراكتها مع "ماك كورميك" صانعة التوابل. وأوضحت الشركة هذا التعاون بقولها:"نعمل معاً لاستكشاف أنواع النكهات بسرعة وكفاءة أكبر، باستخدام الذكاء الصناعي، ونسعى لاكتشاف مزيج من النكهات الجديدة".

وقال تسلط هذه الشراكة الضوء على كيفية استخدام التكنولوجيا، لنقل صناعة الأغذية التقليدية إلى العالم الرقمي، من خلال المساعدة في تطوير منتجات غذائية جديدة، وإحصاء استجابات المستهلكين في تصنيف تفضيلاتهم للنكهات، وتقديم نكهات محسنة.

"برنارد لاهوس"، المؤسس المشارك لشركة " Foodpairing"، التي تقوم بتطوير خرائط رقمية للأغذية قال: "أصبحت الكثير من شركات الأغذية اليوم، تقوم على تكنولوجيا الغذاء، وتتحول في إنتاجها وعملها من الطرق التقليدية إلى البيانات الرقمية والخوارزميات". وأكد "لاهوس" أن شركته تمتلك أكبر قاعدة بيانات للنكهات في العالم، الأمر الذي يتيح لها تنبؤات غذائية أفضل بناء على جمع تفضيلات المستهلكين وتحليل البيانات. وقال: "بدلاً من استخدام لائحة خبراء التذوق أو لائحة آراء المستهلكين، نقوم بتطوير خوارزميات يمكن أن تترجم تقييم المستهلكين لهذا المنتج".

تكنولوجيا النكهات

وقال "جاسون كوهين"، مؤسس شركة أنظمة النكهات التحليلية، أن شركته تستخدم الذكاء الصناعي لإنشاء نموذج أو "مخطط لحركات المعدة" بالاعتماد على نكهة الطعام ورائحته وملمسه، بهدف التنبؤ بتفضيلات المستهلكين لمنتجات الأغذية والمشروبات. ويهدف "كوهين"، الذي جمع مؤخراً 4 ملايين دولار إلى تأسيس شركته، إلى مساعدة المؤسسات الغذائية للوصول إلى منتجات أفضل من الناحية الصحية وأكثر رواجاً للمستهلكين.

يذكر أن حجم التمويل الذي يتم تقديمه إلى مشاريع الغذاء القائمة على استخدام الذكاء الصناعي، ليس واضحاً على وجه الدقة بالرغم من أن إجمالي الاستثمار في تكنولوجيا الأغذية بلغ 16.9 مليار دولار في عام 2018، وفقاً لبيانات منصة الاستثمار الغذائي "AgTech Funder".

فيما أوضحت "بريتا روزنهايم"، وهي محللة في مجال تكنولوجيا الأغذية، ومستثمرة في شركة أنظمة النكهات التحليلية، إن التكنولوجيا يمكن أن تساعد في رقمنة البيانات الحالية وتنقلها من لوائح الذوق البشري، وتسرع عملية تطوير منتجات غذائية جديدة. وأضافت "روزنهايم": "عملية تطوير المنتجات الغذائية التقليدية طويلة، وهناك الكثير من الثغرات حيث لا توجد معايير واضحة حول كيفية رد فعل السوق ، لذلك يمكن لهذا النوع من التكنولوجيا أن يساعد في تطور صناعة الأغذية".

أوضح الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، كيف يمكن أن يكون الذكاء الصناعي مفيداً في تحديد ظروف النمو المثلى من خلال زراعة الريحان بنكهة فائقة التركيز، ويأملون تكييف ذلك مع المنتجات الأخرى. وجاء في تقرير صادر عن المعهد:

"يمكن أن يعطينا الذكاء الصناعي القدرة على استخدام مجموعات واسعة من البيانات حول معلومات زراعية تفصيلية تساعدنا في تحسين محاصيلنا الغذائية، أسرع من طرق الزراعة التقليدية".

وأكد المعهد أن الحصول على معايير مثلى هو أمر ضروري لتمكين الابتكارات في عالم صناعة الغذاء. وأوضح أن البحوث الحديثة تركز على المعلوماتية الغذائية التي تعمل على معايير جمع البيانات المتعلقة بخصائص الأغذية.

وقال رئيس المعهد: "أرى الكثير من منتجي الغذاء في أيامنا هذه، يطبقون تكنولوجيا الغذاء ويتعرفون على نكهات جديدة وأنواع إضافية لإدخالها في تطوير الوصفات".