لا شك أن أفضل طريقة ليبدأ المرء يومه حيثما كان في العالم، هو تناول الإفطار التركي. فهو يتميز عن غيره بوفرة الأنواع وتعدد طعومها، ويمكنه إرضاء حتى أصحاب الذوق الصعب، بما يحتويه من تنوع في الاختيارات. وبكلمات موجزة فإن الفطور التركي التقليدي يسعد جميع الأذواق والميول.
الشاي التركي
يشرب الناس في تركيا الشاي أكثر من أي بلد آخر في العالم، ويبدأ بخار الأباريق بالتصاعد مع بدء التحضير لوجبة الفطور وأحياناً قبيل ذلك. وللشاي التركي طعم قوي ولكنه ليس مرّاً أبداً، وهو يساعد في تنظيم عمل القلب وجهاز الدوران، مما يقلل من احتمال الإصابة بالجلطة القلبية. ويتم تقديمه في أكوابٍ زجاجية مزينة، تضفي جمالاً ممزوجاً بنكهة التراث على جمال الفطور وغناه.
سلطة الطماطم والخيار
الطماطم والخيار ضروريان لأي وجبة إفطار تركية، وخاصة خيار"Çengelköy"، بصغر حجمه وقوة نكهته التي تفوق نكهة الخيار العادي. وكثيراً ما يُضاف الفلفل إلى طبق السلطة التقليدي لزيادة البهجة التي تمنحها ألوان الفلفل الزاهية.
الجبنة البيضاء
تتصدر الجبنة البيضاء موائد الإفطار التركية التقليدية، كملكةٍ لا ينازعها أحد على عرش الطعم والنكهة والمنظر الجميل، ويعد وجودها أمر لا بد منه في أي وجبة إفطار، بالرغم من حتمية وجود مجموعة متنوعة لا تقل عن 1-4 أنواع مختلفة من الجبن، في أي فطور تركي. وعلى سبيل المثال هناك جبن الكشار أو القشقوان، وجبن الحلوم، وأجبان اللور المنخفضة الدسم، والجبن بالأعشاب العطرية، وغيرها من الأجبان الشائعة.
الزيتون الأخضر والاسود
يقدم الزيتون التركي في الفطور التقليدي بلونيه الأسود والأخضر، وهو غزير التنوع أيضاً وقد يضاف الفلفل ومبشور الجزر إليه و هو غاية في اللذة وطعمه أصيل يكاد لا يتكرر في أي مكان آخر.
البيض
يعتلي البيض قائمة المأكولات التي تشكل الفطور التركي التقليدي، ولا بد من وجوده محضراً بطريقة أو بأكثر، في كل وجبة إفطار تركية تقريباً.
وطبق البيض الأكثر شيوعاً هو "المينيمن" المحضر في مقلاةٍ تقليدية بإضافة الطماطم والفلفل الأخضر والتوابل، مع رش الملح والزعتر البري المجفف "الأوريغانو".
وهناك طرق كثيرة لتحضير البيض تناسب كل الأذواق مهما تنوعت، مثل البيض المسلوق والعجة والبيض المقلي مع السجق أو البسطرمة أو لحم البقر المجفف. وكلها مأكولات شائعة للغاية على مائدة الفطور التركي.
الخبز
الخبز هو جزء هام آخر من الإفطار التركي. وهناك الخبز الأبيض التركي العادي المسمى "ekmek"، بقشرته المقرمشة وداخله عجين خفيف. وغالباً ما يقدم طازجاً وساخناً. كما يوجد خبز السمسم الدائري المشهور المسمى "Simit" في كل وجبة إفطار تركية تقريباً.
العسل مع القشطة
بالرغم من كون العسل والقشطة مأكولات فاخرة مترفة، إلا أن وجودها في معظم وجبات الفطور التركية أمر لا بد منه. ويقدم هذا الطبق الشهي بوضع قشطة القيمق الطازجة في وسط الطبق تكسوه طبقة كثيفة من العسل التركي المشهور بين أفضل أنواع العسل في العالم بأنواعه التي تبلغ المئات.
في الواقع، يعتبر بيع العسل مع خلية الشمع مباشرةً، أمر شائع للغاية في تركيا، حيث يتوجه السكان المحليون إلى المتاجر ويشترون خلية عسل كاملةً تحوي الشمع الخام الذي يضم العسل الطبيعي داخله، بدلاً من شراء العسل المصفّى.
صلصة الطماطم الناعمة أو "Acuka"
يختلف هذا الطبق من منطقة تركية إلى أخرى، ولكن أكثر أشكاله شهرةً هو مزيج من معجون الطماطم والمكسرات، كالجوز والتوابل، وهو جزء من وجبة الإفطار في جميع أنحاء البلاد.
مربيات الثمار الطبيعية
أخيراً لا بد من الاعتراف أن للمربيات التركية شهرةً تفوق الوصف، ويعود السبب في ذلك إلى أنواع الثمار العديدة التي تصنع منها. وهناك مجموعة متنوعة من المربيات التي تشتهر بها كل منطقة على حدة تبعاً لأنواع الثمار التي تختص بها تلك المنطقة، لذلك تزدهر المربيات محلية الصنع في معظم مناطق تركيا الجغرافية، وهي كلها طبيعية ورائعة، وتعتبر جميعها عنصراً اساسياً لا بد منه في وجبة الفطور التركي التقليدي، حيث تقدم بشكليها المقطّع والمسحوق "المرملاد".
