الذكاء الصناعي يكشف أورام الثدي التي لا يميزها الأطباء

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 07.01.2020 11:30
يشير المربع الأصفر إلى مكان العثور على نظام الذكاء الاصطناعي للسرطان مختبئًا داخل أنسجة الثدي، في صورة غير مؤرخة صدرت عن جامعة نورث وسترن في شيكاغو. يشير المربع الأصفر إلى مكان العثور على نظام الذكاء الاصطناعي للسرطان مختبئًا داخل أنسجة الثدي، في صورة غير مؤرخة صدرت عن جامعة نورث وسترن في شيكاغو.

من المعروف علمياً أن سرطان الثدي يصيب امرأة من بين كل ثماني نساء على مستوى العالم. وفي أحدث دراسة نشرت في مجلة "نيتشر" للعلوم الطبية يوم الأربعاء، أفاد باحثون في الولايات المتحدة وبريطانيا، أن الذكاء الصناعي أثبت قدرته على تحسين دقة الكشف عن هذا النوع من السرطان، واكتشاف أورام الثدي عند النساء بمجرد فحص صور الأشعة السينية، وأظهر الباحثون نتائج دقيقة تعد بآمال عريضة في تقليل نسبة الأخطاء في التشخيص.

تقول جمعية السرطان الأمريكية إن أخصائيي الأشعة يفشلون في تشخيص حوالي 20% من سرطانات الثدي خلال فحص صور الثدي المأخوذة بالأشعة السينية، وأن نتائج الفحوصات الشعاعية الايجابية، التي حصلت عليها نصف النساء على مدى العشر سنوات الأخيرة كانت خاطئة.

وقد أجرى فريق مكون من باحثين من كلية "إمبريال كوليدج" في لندن، ومؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، هذه الدراسة عن طريق تدريب نظام حاسوبي على التعرف على سرطانات الثدي عبر قراءة عشرات الآلاف من صور الثدي الشعاعية.

ثم قاموا بمقارنة أداء النظام بالنتائج الفعلية لمجموعة ضمت 25.856 صورة شعاعية للثدي في المملكة المتحدة، و 3.097 صورة شعاعية من الولايات المتحدة.

وأظهرت نتائج الدراسة أن الذكاء الصناعي يمكنه التعرف على أنواع السرطان بدقة تماثل دقة خبراء الأشعة، مع تقليل عدد النتائج الخاطئة بنسبة 5.7% في مجموعة الولايات المتحدة، وبنسبة 1.2% في مجموعة بريطانيا.

وتعكس هذه الاختلافات في النسب، الطرق التي يتم بها قراءة الصور الشعاعية للثدي في كلا البلدين، حيث يقوم أخصائي أشعة واحد فقط في الولايات المتحدة، بقراءة النتائج ويتم إجراء الاختبارات كل عام إلى عامين. أما في بريطانيا، فيتم إجراء الاختبارات كل ثلاث سنوات، ويقرأها اثنان من المختصين ويستشار مختص ثالث في حال عدم تطابق النتائج.

وفي اختبار منفصل، كشفت دراسة تطبيقية تفوّق نظام الذكاء الصناعي على ستة من أطباء الأشعة في الكشف الدقيق عن سرطانات الثدي.

وقالت "كوني ليمان"، رئيسة قسم تصوير الثدي في مستشفى "ماساتشوستس" العام بجامعة "هارفارد"، أن هذه الدراسة أعيد إجراؤها على عدة مجموعات باستخدام الذكاء الصناعي، وجاءت النتائج متوافقة مع تحسين الكشف عن سرطان الثدي وتقليل نسبة الأخطاء التشخيصية. وأضافت أن الذكاء الصناعي تجاوز قدرة الإنسان على تحديد الإشارات الدقيقة التي لا تستطيع العين البشرية والدماغ إدراكها.

يذكر أن فكرة استخدام أجهزة الكمبيوتر لتحسين تشخيص السرطان تعود إلى عقود، وتعد أنظمة الكشف بمساعدة الكمبيوتر المسماة " CAD" شائعة في عيادات التصوير الشعاعي للثدي، ولكن برامج "CAD" التقليدية لم تحسن الأداء في الممارسة السريرية، لأن برمجتها لم تتعدَ تحديد الأشياء التي يستطيع أخصائيو الأشعة البشرية رؤيتها، بينما يستطيع الذكاء الصناعي اكتشاف السرطانات بناءاً على النتائج الفعلية لآلاف الصور الشعاعية.