قال عضو المجلس الاستشاري العلمي الخاص بالفيروس المستجد بوزارة الصحة التركية، إن عدداً كبيراً من الشباب موجودون الآن في العناية المركزة بسبب اعتقادهم الخاطئ بأنهم يمتلكون "مناعة" ضد الفيروس أكبر مما لدى الآخرين، وحث الشباب على التخلي عن الإهمال والاستهتار وعلى ارتداء الأقنعة الواقية واتخاذ التدابير اللازمة.
وقال البروفيسور "حسن مراد غوندوز" يوم أمس، وهو كبير الأطباء في مستشفى في ولاية أضنة الجنوبية وعضو المجلس الاستشاري العلمي لفيروس كورونا بوزارة الصحة، إن الشباب احتلوا مكان كبار السن في وحدات العناية المركزة في الأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى خطر تجاهل الشباب التركي للتدابير الاحترازية ضد تفشي الوباء.
كما حذر "غوندوز" من أن معدل المرضى الأصغر سناً المصابين بـ كوفيد-19 والذين ينتهي بهم الأمر في العناية المركزة ارتفع إلى 25% مؤخراً. وألقى باللوم على عدم التكيف مع العودة إلى الحياة الطبيعية بما يناسب من تدابير، في زيادة معدل انتشار الفيروس بين الشباب.
وقال في حديثه لوكالة الأنباء: "يعتقد الشباب أنهم أقوى من المرض وأن لا شيئ يمكن أن يصيبهم" لكن المعدل المنخفض للحالات بين الشباب عاد وارتفع مرة أخرى بعد العودة إلى الحياة الطبيعية في بدايات يونيو.
ومع عودة تركيا إلى "الوضع الطبيعي الجديد" للحياة اليومية في وقت مبكر من الصيف وإعادة فتح الأعمال التجارية في ظل إجراءات صارمة ضد تفشي المرض، أصبح من الشائع مشاهدة بعض الشباب يتجولون بدون أقنعة واقية متجاهلين قواعد التباعد الاجتماعي وينتهكون قواعد النظافة.
وأضاف "غوندوز": "يبدو أن كبار السن أكثر حرصاً من الشباب فيما يتعلق بالمرض"، مؤكداً أن الحالة الصحية للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً يمكن أن تكون خطيرة مثل حالة المرضى الأكبر سناً.
وحث على تخفيف العبء عن كاهل موظفي الرعاية الصحية من أجل مواصلة عملهم المتفاني وأوضح أن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا باتباع الاحتياطات اللازمة.
كذلك حذر البروفيسور "غوندوز" من التشابه الوثيق بين الإصابة بالفيروس المستجد والانفلونزا العادية في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لارتفاع حالات الإنفلونزا في الخريف والشتاء قائلا: "نحتاج إلى أكثر من اختبار وتشخيص لمعرفة ما إذا كان المريض مصاباً بالإنفلونزا أو كوفيد-19. ولكن إذا التزم الناس بالإجراءات المتخذة ضد الفيروس المستجد، فسيكونون في مأمن من الأنفلونزا أيضاً. يجب أن نستمر في ارتداء الأقنعة، وأن نكون حذرين بشأن التباعد الاجتماعي والنظافة". وشدد بالقول:"يجب أن نتجنب الأماكن المزدحمة".
وقال "غوندوز" إن بعض الولايات شهدت انخفاضاً في الحالات بينما تم تسجيل زيادة في الإصابات في ولايات أخرى، ومن المحتمل أن تنظر السلطات في فرض قيود "إقليمية" على تفشي المرض. مؤكداً أن ظهور لقاح محتمل في عام 2021 سيضمن المناعة. ووعد متفائلاً: "سيكون العام المقبل أفضل، لكننا بحاجة إلى التحلي بالصبر".
يذكر أن أحدث الأرقام الخاصة بغرامات عدم الامتثال، تظهر أن نسبة من الناس تصر على التغافل عن تطبيق التدابير اللازمة بالرغم من التحذيرات المحلية والعالمية. وقد تم منذ شهر يونيو تحذير أكثر من 476.000 شخص أو تغريمهم لعدم ارتدائهم أقنعة واقية أثناء خروجهم إلى الشوارع.
وتتصدر ولاية غازي عنتاب جنوب شرق البلاد قائمة المخالفات، حيث رصدت السلطات أكثر من 185.000 شخص ممن لا يرتدون أقنعة واقية منذ يونيو/ حزيران. وتتبعها ولاية بورصة في الشمال الغربي ثم إسطنبول ثم ولاية إزمير الغربية.
