مسجد "مانو تشهر" في تركيا يرفع الأذان مجدداً بعد نصف قرن من الزمان

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 04.06.2021 15:46
آخر تحديث في 05.06.2021 00:37
مسجد مانو تشهر في تركيا يرفع الأذان مجدداً بعد نصف قرن من الزمان

للأذان عند المسلمين أهمية كبيرة كما هو معروف لأنه السمة الأكثر تميزاً في المساجد التي تستضيف المصلين 5 مرات في اليوم. لكن النداء المقدس توقف في مسجد "إبول مانو تشهر " الواقع في مدينة "العاني" القديمة في ولاية قارص شمال شرق تركيا، لمدة 64 عاماً بسبب افتقاره إلى الصيانة طوال هذه الفترة. ومع التخطيط لترميم المسجد التاريخي عاد الأذان يصدح من مئذنته مرة أخرى.

ويمثل مسجد "إبول مانو تشهر" جزءاً من أطلال "العاني" القديمة، وهي واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو بالقرب من منطقة "أرباتشاي" في قارص التركية. واستغرق بناء هذا المسجد الذي يعود إلى القرن الحادي عشر والذي أقيم استجابةً لأمر سلطان الإمبراطورية السلجوقية "مالك شاه الأول"، ما يقرب من 15 عاماً.

ومن المخطط ترميم المسجد الذي كان يستخدم كمستودع أيام الاحتلال الروسي في القرن التاسع عشر، وافتتاحه للعبادة بحلول أغسطس/آب بالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والعديد من الوزارات والهيئات والمنظمات التركية بما في ذلك وكالة "سرحات" للتطوير والتي يرمز لها بالأحرف الأولى "سيركا".

وفي مقابلة معه أجرتها وكالة أنباء الأناضول أكد "إبراهيم طاش دمير" الأمين العام لوكالة "سيركا" أن العمل جارٍ بالفعل في بناء المسجد. وقال:"ستبدأ الصلاة في هذا المسجد وهو أول مسجد شيده الأتراك في الأناضول، في شهر أغسطس/آب من هذا العام إن شاء الله، والموافق للذكرى الـ 957 لغزو العاني".

وقال "طاش دمير" أن المسجد سيفتتح في المرحلة الأولى للصلاة بعد توقف دام 64 عاماً. وستشمل الترميمات في هذه المرحلة تركيب الأبواب والنوافذ وإضافة المنبر الذي يقف عليه الإمام لإلقاء الخطب، فضلاً عن إصلاح المحراب الذي يشير إلى اتجاه القبلة.

وبعد ذلك سيتم تنفيذ ترميم شامل للمسجد بدعم من 26 وكالة إنمائية. حيث ستتم كجزء من الترميم، إزالة الجدران غير الأصلية التي بنيت خلال الاحتلال الروسي.

وحول إشارته إلى مشاركة عدد كبير من الوكالات من مختلف أنحاء تركيا قال "طاش دمير":"كما بني أول مسجد في الأناضول تماماً، سيشارك العمال من كل شبر من الأناضول في ترميمه".

وأكد "طاش دمير" أيضاً أن الحفريات الأثرية في أطلال "العاني" والتي تدعمها وكالة "سيركا" مستمرة. مشيراً إلى أن هذه الأطلال تحمل أهمية كبيرة في تاريخ العالم حيث استضافت المنطقة 23 حضارة على مدى تاريخها البالغ 5000 عام.

وتحتوي مدينة "العاني" القديمة أيضاً مواقع تعكس العمارة الإسلامية التي تعود إلى القرنين الحادي عشر والثاني عشر وقد أضيفت المدينة إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في 15 يوليو/تموز 2016.

يُذكر أن المنطقة التي تبلغ مساحتها 85 هكتاراً والتي تضم أطلال "العاني" تحتوي على العديد من الأعمال المعمارية الهامة مثل كنيسة "أمين أبرجيك" وكنيسة "أبوغامير بهلواني" إضافةً إلى مسجد "إبول مانو تشهر".