موسم قطف ثمار الكستناء بتركيا.. مراحل شاقة ومحفوفة بالمخاطر

إسطنبول
نشر في 28.10.2021 13:57
موسم قطف ثمار الكستناء بتركيا.. مراحل شاقة ومحفوفة بالمخاطر

تشتهر تركيا بثمار الكستناء، أو كما يطلق عليه في عدد من الدول العربية بأبو فروة، فعندما يأتي السائح إلى البلاد، فأول ما يبحث عنه هو الكستناء خاصة في فصل الشتاء، لكن يا ترى ما هي المراحل التي يمر بها المزارعون لقطف ثمار الكستناء؟

تشتهر ولاية أيدن غربي تركيا بزراعة الكستناء، حيث تنتج حوالي 42 في المئة من إجمالي الكمية على مستوى البلاد، أي 27 ألف طن سنويا، على مساحة 73 ألفا و433 دونما وفقا لمديرية الزراعة والغابات بالولاية، وخلال هذه الأيام بدأ المزارعون في قطف ثمارها، ليصفوا هذه المراحل بأنها صعبة للغاية.

وتمر عملية قطف الكستناء المحمية بموجب "المؤشر الجغرافي"، بمراحل صعبة وخطيرة، لا سيما في عدة أقضية من بينها أفلار، وكوشك، وسلطان حصار، ونازيللي، حيث يضطر المزارعون إلى صعود الهضاب والمرتفعات التي تتواجد على سفوحها أشجار الكستناء.

ويقوم المزارعون بقطف ثمار الكستناء التي يسقطونها من الأشجار، ويفصلونها عن مخاريطها الشائكة، استعدادا لإرسالها إلى الأسواق الخارجية والداخلية.

وتعتبر هضبة "أكري قاوق" من أهم مناطق إنتاج الكستناء في أيدن، حيث تشارك النساء والرجال على حد سواء في هذا الموسم، فيتسلق المزارعون الرجال أشجارا بارتفاع 15-20 مترا، ممسكين بعصى يبلغ طولها 3 أمتار، لتحريك الثمار وإسقاطها أرضا.

وهنا يأتي دور النساء اللواتي يرتدين القفازات لحماية أيديهن من الأشواك التي تغطي مخروطات الكستناء، ويقمن بجمعها من مناطق تغلب عليها الطبيعة الوعرة والمنحدرات الجبلية.

ثم تقمن بتفريغ المخروطات من البذور التي يتم ملؤها بأكياس تزن 50 كيلو غراما، ثم ينقلها الرجال إلى أماكن التخزين.

وخلال هذا الموسم، تحصل النساء على أجرة يومية تقدر ب 250 ليرة تركية، بينما يتقاضى الرجال 600 ليرة، وذلك اعتمادا على مدى ارتفاع الأشجار.

من جانبه قال رئيس غرفة الزراعة في قضاء أفلار محمد كندرلي أوغلو، إن الإنتاج تراجع بنحو 10 بالمئة هذا العام مقارنة بسابقه، موضحا أن الأسعار وجودة الكستناء هذا العام كانت لا تضاهي، وهو ما أسعد المزارعين والمنتجين.

وأضاف "يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الكستناء 30-40 ليرة تركية، والمزارعون راضون جدا عن الأسعار وجودة المنتج، لم نعان من أي مشاكل هذا العام فيما يخص الإنتاج والتسويق.

ولفت محسن قيار (مختار منطقة أكري قاوق) أن عملية القطاف تتطلب مهارة عالية فضلا عن أن هذا المحصول يعتبر من الثمار غالية الثمن.

وأردف "يعتبر ثمار الكستناء هو الأصعب مقارنة بباقي المحاصيل، فخلال السنوات الماضية شهدنا بعض الحوادث مثل سقوط مزارعين عن الأشجار وإصابة آخرين بالعمى نتيجة الأشواك التي تتطاير من مخروطات الكستناء، لكن هذا العام كان إيجابيا لنا جميعا فجودة الكستناء كانت عالية جدا".

واستعرض مسعود دميرطاش أحد المزارعين المشاركين في قطف الكستناء، المخاطر التي يقومون بها، حيث قال: "يتعرض المزارعون العاملون في موسم القطف للموت في كل لحظة، أعرف 3 أشخاص فقدوا حياتهم نتيجة سقوطهم من على الأشجار المرتفعة".