بعض الحقائق عن العسل التركي

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 24.05.2023 15:11
آخر تحديث في 24.05.2023 19:33
أقراص عسل من نوع كاراكوفان التركي صورة Shutterstock أقراص عسل من نوع "كاراكوفان التركي" (صورة Shutterstock)

في تركيا يوجد ما لا يقل عن 25 نوعاً من العسل الحاصل على براءة اختراع

لطالما كان العسل في تركيا سلعةً ثمينة مع تاريخ يمتد لآلاف السنين، كما يتضح من عملات النحل التي عثر عليها في الموقع القديم الأثري "أفس"، إضافةً إلى ذكر المنتج في ملحمة هوميروس "الإلياذة".

ومن خلال التجول في أية غابة تركية أو نظرة بانورامية إلى تلال الطبيعة البكر يتوفر الدليل الكافي على شعبية مهنة تربية النحل بمشاهدة صناديق الخلايا ذات الألوان الفاتحة، وبالتالي وفرة هذا الذهب السائل للأتراك.

وفي اللغة التركية، تشير كلمة "ballı" التي تُترجم "عسلي" إلى أن شخصاً ما "محظوظ" بشكل خاص، كالفائز باليانصيب.

العسل في تقاليد الطهي التركية

ويُقدّر العسل كثيراً لدوره في المطبخ عموماً وفي المطبخ التركي على وجه الخصوص، إلى جانب استخدامه للأغراض الطبية، فهو بالتأكيد بمثابة ثروة ثمينة في البلاد، ولحسن الحظ فهو متاح لمعظم الأسر، ويُستهلك بشكل شائع كأحد المكونات الثابتة لوجبة إفطار تركية، وغالباً ما يتم دمجه مع الزبدة أو حتى القشطة، وينتشر بسخاء على أرغفة الخبز الطازجة.

والعسل هو المكون المميز في نكهة المثلجات الأكثر شعبية في تركيا "مثلجات العسل" والتي تضم مزيجاً لذيذاً من "كروكان اللوز"، ويمكن استخدامه كمُحلي في الحلويات والمخبوزات وكشراب يُسكب فوق البقلاوة.

كما يستخدم في تحضير الطبق العثماني اللذيذ "محمودية العسل" الذي سمي على اسم السلطان العثماني محمود الأول نفسه، والذي يحتوي على العسل والفواكه المجففة مع الدجاج.

إنتاج العسل التركي

في تركيا يوجد ما لا يقل عن 25 نوعاً من العسل الحاصل على براءة اختراع، والتي تضم أيضاً ما يقرب من 9 ملايين خلية عاملة، وفقاً لمؤسسة الإحصاء التركية عام 2022، والمدرجة في خريطة العسل الخاصة بالدولة التي أعدتها وزارة الزراعة ويمكن الوصول إليها عبر الرابط: balharitasi.tarimorman.gov.tr.

ويبلغ متوسط كمية العسل السنوية المنتجة لكل خلية 12.8 كغ، بينما تنتج تركيا ما يقرب من 115 ألف طن سنوياً.

وفي حين أن ولاية موغلا هي موطن لأكبر عدد من الخلايا بما يقرب من مليون خلية، فإن ولاية أضنة تنتج أفضل قيمة لكل خلية، حيث يبلغ متوسط وزن كل خلية 25.6 كغ، تليها ولاية جناق قلعة حيث يبلغ المتوسط 24.2 كغ وسيواس بـ 18.8 كغ.

وتنتج تركيا أكبر كمية من عسل الصنوبر في العالم بنسبة تصل إلى 92% من الإنتاج العالمي، في حين أن النوع الأكثر انتشاراً داخل البلاد هو عسل الزهور بلا منازع، والذي يسمى باللغة التركية "çiçek balı".

كما تنتج تركيا أيضاً أغلى عسل في العالم وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية لعام 2021، حيث أطلق على "عسل القنطور" المباع بما يزيد عن 11 ألف دولار للكيلوغرام لقب "العسل الأغلى"، باعتباره أكثر أنواع العسل قيمة في العالم.

ويتم إنتاج هذا العسل الطبي في منطقة غير مأهولة بالسكان على ساحل البحر الأسود تدعى "شيلا" وتحديداً في الكهوف التي يبلغ ارتفاعها ما يقرب من 2000 إلى 3000 متر فوق مستوى سطح البحر، ويمكن الوصول إليها فقط من قبل متسلقي الصخور المهرة، الذين يمكنهم عادةً استخراج 10 إلى 15 كيلوغراماً فقط طيلة السنة.

أما أكثر المناطق السياحية للعسل فهي منطقة كوي جيغيز في ولاية موغلا، وهي تمثل لوحةً رائعة من الطبيعة مع غابات بكر وجبال وجداول تحيط ببحيرة كوي جيغيز "Köyçeğiz" التي تغذي نهر داليان وشاطئ إزتوزو "Iztuzu" على بحر إيجه.

وتعد مدينة كوي جيغيز الجذابة محطة ممتازة للاسترخاء في أي من المقاهي على طول البحيرة، وزيارة سوق المزارعين الصاخب والمزدهر والذي يمكن الوصول إليه أيضاً من خلال رحلات القوارب التي تنطلق من مركز المغتربين في داليان، وبالطبع يمكن للزوار الاطلاع على المجموعة الواسعة من العسل التي تصادف أن تكون معروضة في هذه المنطقة.

ومن الخزامى إلى الزعتر والحمضيات وغيرها، هناك العشرات من أنواع عسل الزهور الأحادية التي يمكن شراؤها في المدينة أو في المتاجر الموجودة في خيام البدو المقامة على طول الطريق السريع.

وكذلك يوجد في تركيا ذلك النوع الخطر من العسل والمعروف باسم "عسل الجنون" (ديلي بال)، وهو موجود في جبال كاتشكار ويتمتع بخصائص طبية مميزة، كما أنه يحتوي على "سم عصبي" يمكن أن يؤدي إلى الهلوسة والغثيان عند تناوله بكثرة، كما في حالة "دب مسكين" تصدّر عناوين الأخبار لوجوده في حالة سكر بعد تناول هذا النوع من العسل بشكل مفرط.

ورش عمل للأطفال

تقدم سلسلة محلات السوبر ماركت ميغروس، 175 حدثاً مختلفاً تكريماً ليوم النحل العالمي في مركز نادي العائلة في الفترة الواقعة بين 20 وحتى 26 مايو/أيار، وتشمل الفعاليات الموجهة للأطفال وعائلاتهم ورش عملٍ وندواتٍ ودروساً في الطهي ورواية القصص، وجميع تلك الأنشطة تتمحور حول مواضيع تشمل العسل والنحل الثمين.

يوم النحل العالمي

ويصادف يوم النحل العالمي 20 مايو/ أيار من كل عام، بعد أن اعتبرته الأمم المتحدة يوماً عالمياً لهذه المخلوقات الدؤوبة النافعة، بهدف تعزيز وإدراك مدى مساهمة النحل والملقحات الأخرى في غذاء البشرية ودوائها وتوازن نظامها البيئي.

ومنذ عام 2017، احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي للنحل الموافق لـ 20 مايو/ أيار، في محاولة للاعتراف والاحتفاء بدور النحل والملقحات الأخرى في النظام البيئي، ويتزامن التاريخ مع عيد ميلاد مربي النحل الشهير في سلوفينيا أنطون جانسا، والذي يعتبر رائداً في تقنيات تربية النحل الحديثة.

كما أن سلوفينيا هي الدولة التي ناشدت الأمم المتحدة الإعلان عن هذا اليوم الرسمي للاحتفال بالنحل والملقحات الأخرى، مثل الفراشات والخفافيش والطيور الطنانة، والتي تعتبر مهمة للغاية للنظام البيئي في العالم ولكنها تتعرض لتهديد متزايد من الأنشطة البشرية.

ويعد التلقيح عملية أساسية لبقاء أنظمتنا البيئية مع ما يقرب من 90% من أنواع النباتات البرية المزهرة في العالم، و75% من المحاصيل الغذائية في العالم و 35% من الأراضي الزراعية العالمية تعتمد على الملقحات، ما يجعل وظيفتها الأكثر أهمية في العالم لتكاثر الإمدادات الغذائية والتنوع البيولوجي، ولكن للأسف، فإن تغير المناخ والتنمية العشوائية، يهددان موائلها بشكل كارثي، ومن هنا تأتي أهمية هذا اليوم للتوعية.