مركز أتاتورك الثقافي في قلب "تقسيم" يفتتح أول عروضه بأوبرا "سنان"

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 02.11.2021 14:35
من العرض الأوبرالي ourtesy of Istanbul Opera and Ballet من العرض الأوبرالي (ourtesy of Istanbul Opera and Ballet)

افتتح مركز أتاتورك الثقافي أحد معالم ساحة تقسيم في إسطنبول، مبناه الجديد للجمهور في وقت متأخر من يوم الجمعة الموافق للذكرى 98 لتأسيس جمهورية تركيا، بعد عامين من أعمال إعادة الإعمار. وبناءً على طلب الرئيس رجب طيب أردوغان، تم إعداد أوبرا جديدة مستوحاة من حياة المهندس المعماري العثماني الشهير معمار سنان، خصيصاً لافتتاح المركز الذي أبدع في يومي 29 و30 أكتوبر/تشرين الأول، في تقديم عرضين لعشاق الفن من الوافدين والمقيمين في المدينة.

وفي أجواء ساحرة لقاعة الأوبرا الجديدة تماماً، وهي على شكل كرة حمراء عملاقة وأنيقة، كانت السلالم الدوارة على اليمين ومدرج القاعة الضخم الذي يتسع لـ 2040 شخصاً، هما العنصران اللذان يلفتان الأنظار منذ اللحظة الأولى لدخول المكان.

وتمكن العارضون المبدعون ضمن أجواء الأوبرا الآسرة، وخصوصاً الممثل الذي صور شخصية "سنان"، من إظهار فترة مجيدة من الإمبراطورية العثمانية، ممزوجة مع قصة عبقري العمارة في القرن السادس عشر معمار سنان.

وُلِد معمار سنان عام 1490، وأحضر إلى إسطنبول ضمن ما كان يعرف باسم "الدوشيرمة"، أي تجنيد الرعايا من غير المسلمين ليخدموا الدولة كعساكر وفي الديوان. انضم لجيش الإنكشارية ثم أصبح كبير المهندسين في عهد السلطان سليم الأول المعروف بسليمان القانوني.

كما كان المهندس المعماري الرئيسي في عهد السلاطين سليم الثاني ومراد الثالث.

وأنجز المهندس المعماري العظيم 365 عملاً في جميع أنحاء العالم، من المساجد والمدارس والجسور والقصور. ومن أشهر أعماله تحفته الأخيرة مسجد السليمية في ولاية أدرنة الشمالية الغربية ومسجد السليمانية الشهير في إسطنبول.

وافتتحت أوبرا "سنان" بأداء مختصر يُظهر الإنكشارية العثمانية، ثم واصلت سرد قصة نيل سنان لتقدير السلطان سليمان بالجسر الذي بناه في 13 يوماً على نهر بروت في مولدافيا، لتتم ترقيته إلى رئيس المهندسين المعماريين. ويستمر العرض ليكشف عن الصداقة التي تطورت بين السلطان وكبير المهندسين بعد ذلك، وتدور القصص والأحداث وراء أعمال سنان القيمة في إسطنبول، بما في ذلك مسجد "شاه زاده"، ومسجد "مهرمة سلطان" والأهم مسجد السليمانية، وتروي للمشاهدين حقبة ذهبية لا تزال تشرق على العالم بفخر، بأسلوب أوبرالي.

وتلقى فنانو الأوبرا والباليه ترحيباً حاراً من الجمهور في كلا العرضين. ونجحت الأوبرا بالفعل في تنفيذ العديد من العناصر المعمارية واستخدمت طرق عرض مختلفة، بينما عكست أزياء فناني الأداء بشكل مثالي خصائص الفترة المستهدفة.

واستناداً إلى سيناريو الكاتب والمخرج التركي "خالد رفيغ" المسماة "المعلم سنان"، قام "بيرتان رونا" بكتابة نص "سنان". وقائد الأوركسترا "غورير آيكال" بإخراج الأوبرا المكونة من جزئين. وهي من تأليف "حسن أوجارسو" أحد أبرز الملحنين في تركيا.

ومن المقرر أن تحظى أوبرا "سنان" الرائعة بمشاهدة الجمهور وتقديره البالغ مرة أخرى في غضون شهرين، كما ستلتقي أيضاً بالمتفرجين على المسرح العالمي، لتثبت أن هذا العمل الفني الاستثنائي سيستمر في أسر قلوب الجماهير من خلال عروضه القادمة أيضاً.