متحف أم كلثوم بمصر.. تراث نحت في حضرة الفن

وكالة الأناضول للأنباء
القاهرة
نشر في 23.09.2022 13:23
آخر تحديث في 23.09.2022 13:25
متحف أم كلثوم القاهرة صورة أرشيفية متحف أم كلثوم القاهرة (صورة أرشيفية)

في جزيرة الروضة بالقاهرة، وتحديدا في أحد أجنحة قصر المانسترلي الذي بناه حسن فؤاد باشا المانسترلي عام 1851، ممر تاريخي يقود إلى متحف كوكب الشرق والطرب الأصيل، فاطمة البلتاجي، المعروفة باسم "أم كلثوم" الأشهر في القرن العشرين.

ويقع المتحف الذي تم افتتاحه في 28 ديسمبر/ كانون 2001، على ضفاف نهر النيل، الذي تم بناؤه عام 1851م، وشهد لقاءات تحمل عبق التاريخ في تلك الفترة بين قادم العالم فضلا عن تأسيس جامعة الدولة العربية.

في هذا المتحف، التي دشنته وزارة الثقافة المصرية، ترى تراث أم كلثوم حيا يتحدث عن نفسها، بمقتنيات وشواهد بدأت الوزارة تجميعها عام 1998، لتحيي تاريخ فنانة كبيرة ولدت عام 1900، وتوفيت بالقاهرة في 3 فبراير/ شباط 1975، ولها عدة ألقاب، منها سيدة الغناء، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق.

ويضم المتحف مقتنيات أم كلثم الشخصية من كل جانب، فساتينها الطويلة ومنديلها الذي كان لا يغادر يدها اليسرى ، ونوت موسيقية ومقالات صحف وعشرات الصور.

كما يضم مقتنيات وثائقية مثل : "خطابات بين سياسيين وقادة وشخصيات عامة وأشعار مكتوبة، وأوراق ومذكرات خاصة، وصور نادرة، وأوراق مذكرات، بجانب مجموعة نادرة من الأوسمة والنياشين من الحكومات العربية.

والمتحف يضم قاعة سينما، ويعرض فيها فيلم تسجيلي مترجم باللغتين الإنجليزية والفرنسية لأم كلثوم يتضمن مقتطفات من قصة حياتها وأجزاء من أفلامها وعدد من حفلاتها في مصر والوطن العربي ويختتم الفيلم بجنازتها.

ويضم المتحف 8 صناديق عرض زجاجية تحتوي على بعض المقتنيات الشخصية لكوكب الشرق، منها فاترينة بها النظارة السوداء المشهورة، وهي مطعمة بالماس الحر، وفاترينة أخرى بها البروش الذي كانت تضعه على جميع فساتينها أثناء الحفلات، وهو على شكل هلال ضخم مطعم بأحجار الماس أيضا، بالإضافة إلى دولاب كبير من الزجاج يحتوي على كل الفساتين التي كانت ترتديها في حفلاتها الغنائية، يوجد على كل منها لافتة توضح ثمن الفستان وترتيبه والأغنية المرتبطة به، وأسماء الأحجار الموجودة على كل فستان، وكان من أهم هذه الفساتين الفستان السابع، والذي كان مطعما بالكامل بالأحجار الثمينة والمختلفة.

ويحتوي المتحف قاعة للمكتبة السمعية البصرية، يتم من خلالها استعراض جميع أغاني أم كلثوم وصور حفلاتها ورحلاتها الخارجية والداخلية وأفلامها بالإضافة إلى سجل كامل يحوى كل ما كتبته الصحافة العربية عن أم كلثوم منذ عام 1924 وحتى عام 2000م .

كما توجد قاعة البانوراما التي تعرض فيها مجموعة صور توضح المراحل العمرية التي مرت بها كوكب الشرق، وأيضا مجموعة صور لبعض مشاهد أفلامها، وأخرى لها وهي جالسة مع الفنانين والمطربين، وصور مع رؤساء الدول العربية، ويصاحب هذه الصور موسيقى للفنان راحج داوود أثناء العرض الذي يستمر لمدة عشر دقائق متواصلة.

ويوجد في المتحف جواز السفر الخاص بكوكب الشرق صاحب اللون الأحمر، الذي يمنح للدبلوماسيين والشخصيات المتميزة، كما يوجد أول عقد أبرمته مع الإذاعة المصرية لبث حفلاتها وأغانيها عام 1934.

هذه الأشياء التي تغرق الزائر بأهمية التفاصيل و الوقوف عند تفاصيل الذاكرة، فبمجرد دخول متحف أم كلثوم ، يعود بزائره إلى زمن العصر الذهبي في الوطن العربي ، ليحيي فيه الشوق لعقود الفن والأدب والجمال في الأمس القريب.