مدينة روسية قد تتسبب في إشعال الحرب العالمية الباردة الثانية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 15.02.2017 00:00
آخر تحديث في 15.02.2017 14:02
تعزيزات لحلف الناتو في دول البلطيق تعزيزات لحلف الناتو في دول البلطيق

ربما لا يعلم الكثيرون أن روسيا تمتلك أرضاً تبعد عن حدودها مسافة 300 كم وتقع وسط دول الاتحاد الأوروبي.

إنها مدينة كاليننغراد، وهي قطعة أرض محصورة بين بولندا من الجنوب وليتوانيا من الشمال والشرق.

كاليننغراد كانت أرضاً ألمانية (ففيها عاش وتوفي الفيلسوف الألماني كانط) ثم ضمتها روسيا بُعيد الحرب العالمية الثانية، وهجَّرت سكانها الألمان. وهي من أكثر المناطق تسليحاً في عهد الاتحاد السوفييتي وأكثرها سرية. وكان لها، لمكانتها العسكرية، مكانة اقتصادية كبيرة.

ظلت المدينة لعقود طويلة (منذ 1945) منطقة عسكرية مغلقة. كانت روسيا ولا تزال تقوم فيها بتمارينها العسكرية وتدريباتها، وسط تهيب وترقب من الدول "الأوروبية" المحيطة بها، والتي كانت يوماً ما تحت قبضة الدب الروسي.

ومع تصاعد حدة التوتر بين روسيا وحلف الناتو، مؤخراً لا سيما بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أصبحت كاليننغراد مصدر تهديد حقيقي في قلب ما بات يعرف باسم "الحرب الباردة الجديدة". مما دعى ليتوانيا إلى الشروع ببناء جدار عازل بينها وبين كاليننغراد، بتمويل من الناتو.

وزيادة في التوتر، أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من جانبه، بنصب أسلحة جديدة في كاليننغراد، بما فيها أسلحة صواريخ الإسكندر الباليستية برؤوس نووية يصل مداها إلى قلب ألمانيا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا. وكان ذلك بمثابة رد على نشر حلف الأطلسي صواريخ وقوات جديدة في دول البلطيق الثلاث.

يبلغ عدد القوات الروسية المرابطة في تلك الأرض، حوالي 11.000 عسكري روسي.

لا تزال المدينة تمثل موقعاً إستراتيجياً لموسكو إذ فيها يرسو أسطول البلطيق، في ميناء بلطيسك الذي يعد من ناحية أخرى، الميناء الروسي الوحيد غير المتجمد في أوروبا.

بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تدهور الوضع الاقتصادي للمنطقة وانتشرت فيها الجريمة والمخدرات. مما دفع السلطات الروسية إلى منحها امتيازات ضريبية وتسهيلات اقتصادية طمعاً في جذب المستثمرين، كما افتتح فيها مطار جديد بتكلفة بلغت حوالي 45 مليون دولار.