واشنطن تقترب من إبرام اتفاق مع طالبان

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 02.09.2019 10:35
جندي أفغاني في منطقة قندوز التي شهدت هجومًا واسعًا لطالبان رويترز جندي أفغاني في منطقة قندوز التي شهدت هجومًا واسعًا لطالبان (رويترز)

أعلن المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان إحراز تقدم ملحوظ في ختام جولة من محادثات السلام مع حركة طالبان الأفغانية في الدوحة مؤكداً قرب التوصل لاتفاق وذلك قبيل زيارة يجريها لكابول حيث يلتقي مسؤولين أفغانًا.

وكتب المبعوث خليل زاد على تويتر "نحن على وشك إبرام اتفاق من شأنه أن يخفض العنف ويفتح الباب للأفغان من أجل الجلوس معا للتفاوض على سلام دائم".

وجاءت تصريحاته بعد ساعات فقط من إعلان قوات الأمن الأفغانية أنها طردت مقاتلي حركة طالبان من قندوز التي شنوا هجومًا واسعًا عليها في محاولة لاستعادة السيطرة عليها في تكرار لما حصل عام 2015.

ونجحت القوات الأفغانية مدعومة بغطاء جوي أفغاني وأميركي في منع سقوط المدينة وطرد عناصر طالبان، لكن العملية أسفرت عن مقتل 20 جنديًا وخمسة مدنيين، وفق ما أفاد مسؤولون.

وخلال المواجهات، فجر انتحاري نفسه فيما كان المتحدث باسم الشرطة سيد سارورا حسيني يتحدث للصحافيين، ما أسفر عن مقتله إضافة إلى عشرة أشخاص على الأقل، بحسب مسؤولين.

وسيطر متمردو طالبان على قندوز لفترة وجيزة في 2015 قبل أن يُطردوا منها بفضل دعم جوي أميركي كثيف.

واندلعت معارك عنيفة أيضا الأحد في مدينة بول-اي خمري عاصمة ولاية بغلان المجاورة، لكن مسؤولين قالوا إن الوضع "تحت السيطرة".

أما في ولاية بلخ شمال البلاد، فقال المتحدث باسم المحافظ منير أحمد فرهاد إن ثمانية مدنيين قتلوا لدى مرور مركبتهم فوق لغم اتهم عناصر طالبان بزرعه.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في وقت سابق عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام قبل 1 أيلول/سبتمبر، أي قبيل الانتخابات الأفغانية المرتقبة في 28 من الشهر نفسه.

وقال المتحدث باسم طالبان في الدوحة سهيل شاهين السبت إن "إنجاز الاتفاق بات قريبا" لكنه لم يحدد العقبات التي لا تزال تحول دون إبرامه.

أفغانستان "موحدة":

وقضى خليل زاد، الأفغاني الأصل الذي شغل في الماضي منصب سفير واشنطن في كابول، العام الماضي وهو يتنقل من دولة لأخرى في مسعى لكسب الدعم لاتفاق تاريخي مع طالبان.

وبينما لا يتوقع أن يضمن الاتفاق السلام فوراً، إلا أن هدفه الرئيسي خفض وتيرة العنف.

ويركز الاتفاق على بدء الولايات المتحدة بسحب نحو 13 ألف جندي مقابل تعهد طالبان ألا يتم استخدام أفغانستان كملاذ آمن للمقاتلين المتطرفين.

وستشكل المفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية، وأي وقف لإطلاق النار يمكن التوصل إليه، أساسًا لأي اتفاق.

وكتب خليل زاد على تويتر الأحد أن اتفاقا من هذا النوع سيمهد الطريق أمام "أفغانستان موحدة وذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها أو أي دولة أخرى".

ولم يوضح إن كان بحوزته نص نهائي بإمكانه عرضه على السلطات الأفغانية، لكن مسؤولين عديدين لمحوا في الأيام الأخيرة الى أن نقل المحادثات إلى كابول من شأنه أن يفسح المجال أمام نتيجة إيجابية.

وتعقب المرحلة التي يبدو أنها الأخيرة في المحادثات عدة أشهر صعبة عاشها الأفغان.

وتم إرسال القوات الأميركية أول مرة إلى أفغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة الذي كان يؤويه نظام طالبان حينها. واليوم، تسعى واشنطن للحد من انخراطها العسكري في أفغانستان، الأطول في تاريخها. وأجرت محادثات مع طالبان منذ العام 2018 على الأقل.