هل اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا موثوق وهل هو مفيد؟

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 13.08.2020 15:16
موظفة تعرض اللقاح الروسي الجديد في مركز نيكولاي غاماليا الوطني للأوبئة، موسكو AP موظفة تعرض اللقاح الروسي الجديد في مركز نيكولاي غاماليا الوطني للأوبئة، موسكو (AP)

منذ ظهور جائحة كورونا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وكبرى الشركات في العالم تتنافس للفوز بإنتاج أول لقاح ضد الفيروس الذي أصاب حتى اليوم، أكثر من 20 مليون شخص حول العالم وأودى بحياة أكثر 747 ألفا.

وفي 11 أغسطس/ آب الجاري، ودون أي معلومات عن الدراسات المفصلة لنتائج التجارب السريرية التي تسمح بالتأكد من نتائج اللقاح، خرج بوتين فجأة ليعلن تسجيل بلاده أول لقاح في العالم ضد كورونا. موضحاً أن إنتاج أولى دفعات اللقاح الروسي الجديد "سبوتنيك في" سيبدأ في غضون الأسبوعين القادمين، على أن يبدأ استخدامه فورا.

كثرة الشكوك:

سرعان ما شككت دول عدة وجهات مختلفة في الإنتاج الروسي، على خلفية عدم نشر نتائج الدراسات السريرية، ومدى حجم العينة التي خضعت لهذه التجارب، وهو الإجراء الدولي المعتاد قبل طرح أي عقار أو لقاح.

مثل أستاذ الطب التجريبي في المعهد الوطني للقلب والرئة في جامعة "إمبريال كوليدج لندن" البروفيسور بيتر أوبنشو، الذي قال في تصريحات لموقع منظمة "ساينس ميديا سنتر" إنّ المصادر الإخبارية تشير إلى أن اللقاح الروسي "خضع لأقل من شهرين فقط من الاختبارات السريرية على 38 شخصا، خلال المرحلتين الأولى والثانية".

وأضاف أنه في ظل وجود خطة لتجربته على 1600 شخصا ضمن المرحلة الثالثة "إلا أن ذلك أيضا غير كبير بالنسبة لتجربة لقاح".

من جهته، شدد إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ريدينغ البريطانية، على أنّ وجود " لقاح ضعيف أسوأ من عدم وجود لقاح من الأساس".

وقال للموقع ذاته: "الخطر الأكبر في حالة اللقاح السيء هو أن تتولد مناعة ليست كافية لتوفير الحماية؛ ما يخلق سلالات من الفيروس تتفادى بعد ذلك الاستجابة لجميع اللقاحات".

وفيما لم تعلن منظمة الصحة العالمية موقفها صراحة من اللقاح الروسي، إلا أنها شددت على أن "المرحلة التي تسبق ترخيص أي لقاح تمر عبر آليات صارمة"، لافتة أنها تجري حاليا محادثات واسعة مع السلطات الروسية لمراجعة وتقييم كل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية.

وحسب منظمة الصحة، هناك 26 لقاحا محتملاً في مرحلة التجارب السريرية في كافة أنحاء العالم، و139 في مرحلة التقييم ما قبل السريري.

وبين اللقاحات الـ26، دخلت 6 أواخر يوليو/ تموز المرحلة الثالثة من التطوير.

وكان اللقاح الذي تطوره "غاماليا" الروسية مصنفا حينها في المرحلة الأولى، رغم إعلان موسكو في 21 من الشهر ذاته جاهزية ذلك اللقاح.

تحذير من 4 دول:

وقد حذرت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا وألمانيا وإسبانيا من استخدام اللقاح الروسي.

فيما أعرب وزير الصحة الألماني، ينس سبان، عن قلقه من عدم اختبار اللقاح "بشكل صحيح".

وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية : "قد يكون من الخطير البدء بتلقيح الملايين، لأنه قد يقضي إلى حد كبير على الاستجابة للتطعيمات إذا حدث خطأ ما".

وأضاف: "بناء على كل ما نعرفه، لم يتم اختبار ذلك اللقاح بشكل كافٍ. الأمر لا يتعلق بأن يكون أول من ينتج لقاح، بل يتعلق بأن يكون اللقاح آمنا".

بدورها، أوضحت إيزابيل إمبرت، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية في مرسيليا، جنوبي فرنسا، أن إعطاء وعد مبكر بالشفاء أمر "خطير للغاية".

وقالت لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية: "لا نعرف منهجية العلماء الروس أو نتائج تجاربهم السريرية".

وفي الولايات المتحدة ، شكك أنتوني فوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في اللقاح الروسي.

وقال في تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر" الأربعاء :"إذا أردنا اغتنام فرصة إيذاء كثير من الناس أو منحهم شيئا لا يفيد، يمكننا البدء في استخدام اللقاح الروسي من الأسبوع المقبل. لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة".

طلبات من 20 دولة:

في المقابل، أعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف، أن نحو 20 دولة حول العالم طلبت مليار جرعة من لقاح "سبوتنيك في" ضد فيروس كورونا ، بشكل مسبق، والذي تم إنتاجه وتطويره محليا.

وبينما لم تكشف موسكو عن هوية الدول الـ20، عرض الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، أن يكون أول شخص يتم حقنه بلقاح ضد فيروس كورونا طورته روسيا.

وقال في مؤتمر صحفي: "يمكن أن أكون أول شخص يجربون عليه.. أعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه مفيد حقا للبشرية".